الجمعة، 8 مايو 2015

قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي

الحضارة الصينية
تعد من أقدم حضارات الشرق الأقصى، حيث يمتد تاريخها الحضاري إلى أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، وتقع الحضارة الصينية بين بطاح سيبيريا في الشمال، وصحارى آسيا في الغرب، وجبال الهملايا ومتفرعاتها في الجنوب، وبحر الصين في الشرق. وكان لوجود أحواض نهرية خصبة وجيدة المناخ مثل حوض نهر "هو انغ- هو " و"يانغ –تسي –كيانغ"، الأثر الكبير في تسهيل قيام تجمعات سكانية وبشرية مستقرة منذ أقدم العصور، مما أتاح لتلك الشعوب أن تعتمد على ذاتها في تسيير بنيانها الحضاري المتكامل. والشعب الصيني من الجنس الأصفر ويغلب عليه الطابع المغولي، وقد جاء عبر النجود الصحراوية إلى هذه المنطقة في موجات متتابعة.
يتحدث الصينيون لغات ترجع في أصولها إلى اللغات الصينو- تبتية، أو الهندية- الصينية. ولا يعرف على وجه التحديد متى نشأت الكتابة في حضارة الصين، فبالرغم من أن أقدم الآثار المكتوبة ترجع إلى عهد دولة شانج (1523- 1027ق. م)، إلا أن بعض الآثار المكتوبة على ظهر عظام السلاحف وقطع البرونز التي وجدها الآثاريون في بعض مناطق الصين، تدل على أن بداية الكتابة في الحضارة الصينية أبعد تاريخا من عهد دولة شانج. ويرجع المؤرخون أن الكتابة في الحضارة الصينية بدأت في  الألف الثالثة قبل الميلاد، وكانوا يستخدمون أولا نظام العقد في الكتابة، ثم لجأوا لاحقا إلى الكتابة التصويرية pictographic  التي تحولت في حوالي منتصف الألف الثانية قبل الميلاد إلى النظام الرمزي Ideo-graphic وفي الواقع لم يطور الصينيون  كتاباتهم أبدا إلى شكل أبجدي صرف، بل ظلت كتابة أيدروجرامية Ideogram برموز المعاني، لكن فيها رموز الأصوات المقطعية، حتى يومنا الحاضر، بحيث يتعين على الطالب الصيني عند تعلم الكتابة أن يدرس آلاف الرموز والعلامات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق