قراءة وتبسيط دكتور مجدي
الجاكي
تاريخ الكتابة
مع التطور التاريخي لحياة الإنسان وتداخل المجتمعات
مع بعضها البعض وترابطها، وجد الإنسان نفسه غير قادر
على التفاهم مع الغير من المجتمعات الأخرى، ولذلك بذل قصارى جهده في ايجاد الوسيلة
التي يستطيع عن طريقها التواصل والتفاهم مع تلك المجتمعات، ولذلك هداه التفكير إلى
اختراع الكتابة التي من خلالها يستطيع أيضاً حفظ إنتاجه الفكري وتراثه الثقافي
والعلمي من الضياع والاندثار.
وقد مرت الكتابة بعدة مراحل زمنية قبل أن تبلغ
القبول والسهولة في الاستخدام، فقد بدأت على شكل صور تدل على معاني ومدلولات
ملموسة في الحياة اليومية، وقد تم العثور على بعض النقوش والصور عمرها 3500 سنة في
كهوف "لاسكو" في فرنسا و" ألتميرا " في إسبانيا.
كما تم
العثور على الكثير من النقوش والصور والرموز الدالة على معاني معينة في منطقة
الهلال الخصيب وبالتحديد مع الحضارة السومرية وذلك قبل حوالي 5500 سنة. وقد دلت
هذه النقوش والرموز على تطور الكتابة عندهم حيث عرفت كتابتهم بالمسمارية أو الإسفينية.
وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي
تماما بما رسم فيها. وفي مرحلة اكثر تقدما تطورت إلى صور رمزية توحي بمعنى معين. وتم
العثور على حوالي 2000 صورة رمزية، ومما لاشك فيه ان هذه الرموز كانت صعبة الفهم
لعامة الناس، فسارعوا إلى استعمال رموز توحي بأصوات معينة، وهذه الرموز الصوتية
كانت خطوة أساسية إلى الأمام في تطوير الكتابة.
وفي مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيون
وهم سكان السواحل الشرقية لحوض البحر المتوسط وذلك حوالي 1100 ق. م، وابتكروا
الكتابة الفينيقية مستعينين بذلك بالكتابة السومرية والمصرية القديمة وطوروها،
وبذلك ابتكروا الأبجدية الفينيقية، والتي هي عبارة عن حروف وكل حرف يمثل صوتاً
معيناً، وصارت حروفهم أو رموزهم واضحة سهلة للكتابة. وهذه الحروف كانت أساساً
للكتابة في الشرق والغرب.
وجاء بعد ذلك الإغريق وطوروا أبجديتهم التي نقلوها
عن الفينيقيين وذلك حوالي 403 ق. م حيث صار لديهم أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت
أساسا للأبجدية في الغرب. ثم جاء الرومان فاخذوا الأبجدية الإغريقية، فابقوا على
بعض الأحرف كما هي (حوالي 12 حرفا) وعدلوا سبعة أحرف، أعادوا استعمال ثلاثة أحرف
كان قد بطل استعمالها. وقد سادت الأبجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد أوربا
بعد سيطرة الإمبراطورية الرومانية على بلاد الغرب. وهذه الأبجدية مازالت تستعمل
حتى يومنا هذا بعد إجراء بعض تعديلات عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق