الجمعة، 8 مايو 2015

قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي
أشكال الكتاب في الصين
عرفت الصين أشكالا متعددة من الكتب، فقد استخدمت الألواح الخشبية التي تنقش  عليها الكتابة عن طريق الحفر بآلة حادة، ثم تطورت بعد اكتشاف الأحبار، وكتب عليها بأقلام الغاب الرفيع المغموسة في الأحبار، للأسف لم يصلنا من هذا الشكل إلا القليل، نتيجة إلى الأمر الذي أصدره الإمبراطور الصيني تسن شيهو انجتي Tsin Shihuantgi عام 213 ق. م بإبادة جمع الكتب، في محاولة منه لعقاب مؤلفي الكتب الذين تجرأوا على معارضته ونقد نشاطه السياسي. وكانت النتيجة حرق جمع الكتب التي أنتجت حتى ذلك العهد، ولم ينج منها إلى أقل القليل، أما الكتب الخشبية التي أنتجت بعد ذلك، فقد كان يتم دفنها تحت الأرض، مما أدى إلى تلف معظمها وفساده.
أما كتب الحرير فقد ظهرت في وقت لاحق، وبدأت باستنساخ الآداب القديمة التي ترجع إلى عصر كونفوشيوس Confucius في القرن السادس ق. م، وامتازت كتب الحرير بالمرونة والنعومة والبريق والقابلية للطي وسهولة التخزين والحفظ، وإن كانت تكلف غالبا في صنعها وشرائها. ومن البديهي أنه بعد اكتشاف الورق في الحضارة الصينية، بدأ الكتاب يأخذ شكله الورقي الجديد الذي استمر به إلى الآن.

يمتاز الصينيون عن غيرهم من الشعوب بأن تراثهم الفكري، كان إنتاجا أصيلا نابعا من بيئتهم وثقافتهم المحلية، متولدا من بنات أفكارهم، فكانوا شعوبا مبدعة، لم يقتبسوا عن سواهم إلا في أضيق الحدود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق