قراءة وتبسيط دكتور مجدي
الجاكي
المكتبات في الحضارة السومرية
بين بادية الشام ومرتفعات إيران منخفض
صحراوي يعبره نهرا دجلة والفرات، فيحولانه إلى سهل خصيب، وهو ما يُعرف اليوم
بالعراق، شهد واحدة من أقدم حضارات العالم، عُرفت عبر التاريخ بالحضارة السومرية،
التي أنشأها السومريون في الطرف الجنوبي من هذه المنطقة.
وقد حل السومريون في الجنوب عند مصب
نهري دجلة والفرات حوالي سنة 3200 ق. م. وهناك أسسوا حضارتهم العظيمة، وكانوا يطلقون
على بلدهم اسم سومر.
احتاج السومريون إلى تدوين أفكارهم،
وضعوا أسس كتابة أخذها عنهم الأشوريون والبابليون وطوروها فأضحت أيسر استخداما
وعُرفت باسم الكتابة المسمارية.
يرجع تاريخ الكتابة المسمارية إلى نهاية
الألف الرابع قبل الميلاد، وكانت تكتب بالطريقة التصويرية، التي يكتفي فيها برسم
صورة تُعبر عن شيء معروف، وتصوره على وجه التقريب.
وقد بدأت الكتابة لدى السومريين من
اليمين إلى اليسار كاللغة العربية، ومن أعلى إلى أسفل كاللغة الصينية، ولكن لحقها
التطور وبدأت تُكتب من اليسار إلى اليمين كما في اللغات الأوربية. وقد أطلق على
هذه الكتابة اسم Cuneiforme وتعني الشكل الوتدي أو الإسفيني. وقد أطلق عليها
هذا الاسم بسبب أن هذه اللغة تكتب باستخدام أداة تصنع عادة من المعدن، أو الخشب،
أو العاج، وتأخذ الشكل المثلث، كما أن حروف هذه اللغة تأخذ شكلا مقارباً للأداة
المستخدمة لكتابتها، فتبدوا على شكل أسافين أو أوتاد. وقد سميت بالعربية الخط
المسماري، أو الكتابة المسمارية، لنفس الأسباب السابقة.
استخدم السومريون الألواح الطينية Clay Tabletوسيط رئيسي
للكتابة، تتم الكتابة عليه باستخدام أداة
تأخذ شكل الإسفين أو الوتد تصنع من مواد مختلفة من المعدن، والخشب، وبعض
أنواع العاج، وبعد الكتابة يترك لوح الطين النيئ Soft clay حتى يجف، وفي وقت
لاحق تم الاستعانة بأسلوب الحرق، حيث توضع
الألواح الطينية بعد كتابتها في أفران وتجفف بالنار لتكتسب الصلابة، وسُمى ذلك
بالفخار المحروق Fired ware وتُعد هذه الأشكال النوع الأول من الكتب التي
أُنتجت في هذه الحضارة.
وبالرغم من أن الألواح الطينية، كانت
ثقيلة الوزن صعبة الحمل كوسيط كتابي، إلا أنها امتازت عل الوسائط الكتابية الأخرى
التي استخدمت في عصرها كأوراق البردي، بأنها أكثر تحملاً ومقاومة لعوامل التلف
والدمار، ويرجع الفضل لهذا الوسيط الطيني، في تعرفنا على الكثير من ملامح وخصائص
المكتبات المنتمية إلى حضارات مابين النهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق