الجمعة، 8 مايو 2015

قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي

المكتبات في الحضارة الأشورية
يرجع الفضل للسير أو ست هنري ليارد sir A. H. layard             الديبلوماسي الأثري الإنجليزي، لتعرفنا على واحدة من أعظم مكتبات الحضارة الآشورية، وذلك عندما قام بحفرياته عام 1840م في موقع بالقرب من الموصل (نينيوى سابقا)، يسمى "تل كيونجيك"، واكتشف مكتبة تحتوى على الآف من الألواح الطينية.
 ودلت الأبحاث التي أجريت ما بين الأعوام (1845- 1851م)، على أن ليارد  Layard وقع على أهم كشف أثري في مجال التأريخ للمكتبات في الحضارة الآشورية، فقد تبين أنه اكتشفت مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال، وقد توالت نتائج الأبحاث حول المكتبة، وكشفت لنا المزيد من الحقائق عنها.
دلت الأبحاث على أن تاريخ إنشاء مكتبة بانيبال يرجع إلى عهد الملك سارجون الثاني SARGON II (722- 705 ق. م)، الذي وضع أساس مقتنيات هذه المكتبة، وقام برعايتها حتى نهاية حكمه، وقد تولاها من بعده أبناؤه وحفدته، إلا أنها بلغت قمة عظمتها في عهد الملك آشور بانيبال (668- 626 ق. م). الذي لقب نفسه بـ "عناية الحاكم الآشوري المثقف آشور بانيبال ملك العالم، وملك الآشوريين" وقد أطلق على المكتبة نفسها عدة مسميات، ولذا يرد ذكرها في المصادر (بمكتبة نينوى)، "مكتبة آشور بانيبال" "مكتبة القصر الآشوري"، و"مكتبة قصر آشور بانيبال" وقد اختلف العلماء حول مقدار مقتنياتها حيث قال البعض  بأنها (10000) لوحاً طينياً، بينما يؤكد البعض الآخر بأنها (22000) لوحاً طينياً، ويذهب البعض إلى أنها أكثر بكثير من ذلك.
إلا أنه من الثابت أن الملك الآشوري آشور بانيبال قد جمع في هذه المكتبة كل ما وجده في القصور الملكية لأجداده من الملوك السابقين، وأضاف إليها كل ما استطاع جمعه في عصره، وحفظ فيها آلاف الألواح الطينية التي تمثل تراث حضارات ما بين النهرين، وفي جميع فروع المعرفة، وكانت المكتبة مفهرسة ومنظمة بصورة جيدة.
يرجع الفضل لهذا الاكتشاف الأثري في معرفتنا لكثير من التفاصيل حول كيفية ترتيب وفهرسة وتصنيف المكتبات التي كان يطلق عليها اسم "الخوابي الطينية" أي المكان الذي تحفظ فيه الألواح الطينية.
وقد عكست مجموعة الألواح الطينية التي وجدها سير ليارد صورة واضحة عن شئون الحياة اليومية، وخاصة في مجال الأعمال التجارية، والأمور الدينية، وقد تنوعت الموضوعات المتناولة في هذه الألواح الطينية، ما بين معلومات عن كيفية التعاملات التجارية، وإمساك الدفاتر الحسابية، إلى الكتابات المتعلقة بالروايات والأساطير الشعبية، وتلك المتضمنة الأحداث التاريخية، وسير الأبطال والحروب.
وكان يشرف على المكتبات الملحقة بالمعابد والقصور- في ذلك العصر- مسئولون يطلق عليهم" رجال الألواح المكتوبة"، وهو ما يقابل المصطلح الحديث "أمناء المكتبات أو أخصائيو المكتبات "، وتذكر الوثائق أن من أشهر هؤلاء "الرجال" شخص يدعى "أميل آنو: "Amil-Anu وهو بابلي الأصل.
ويحفظ الآن- الجزء الأكبر من مقتنيات مكتبة آشور بانيبال في المتحف البريطاني بلندن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق