قراءة وتبسيط دكتور مجدي
الجاكي
المكتبات بالحضارة الفرعونية:
يرجع بعض المؤرخين قلة
معرفتنا بالمكتبات في الحضارة المصرية القديمة إلى أن معظم مقتنياتها تكونت من
لفائف البردي، الذي يعتبر وسيطا هشا معرضا للفناء
والتلف بفعل العوامل الطبيعية والبيئية، وهذه الفرضية على صحتها النسبية
تتنافى في بعض جوانبها مع نتاج المكتشفات الأثرية، التي أدت إلى اكتشاف الآلاف من
أوراق البردي ولفائفه في الحضارة المصرية القديمة، والتي وصلتنا بحالة سليمة وجيدة
ومقروءة، بالرغم من عمرها الذي يقدر بآلاف
السنين.
وبالرغم من عدم بوح
المكتشفات الأثرية عن الكثير من المكتبات في الحضارة المصرية القديمة، إلا أن
المراجع المتأخرة، ذكرت وجود مكتبات في مناطق متفرقة في مصر، يرجع تاريخها إلى العصر
الفرعوني، منها ما وجد في تل العمارنة، وهي مدينة أثرية تقع بالقرب من
الضفة الشرقية للنيل على بعد حوالي 190 ميلا جنوب القاهرة بناها الملك أمنتحب
الرابع حوالي 1396 ق. م، لتكون عاصمة لبلاده، وقد عثر فيها على دور تحتوي على
ألواح طينية مكتوبة بالخط المسماري، ولفائف من البردي، مما يدل على أنها كانت
مكتبة أو داراً للسجلات والوثائق.
وتلك الآثار التي وجدت
في مدينة طيبة عاصمة مصر العليا منذ الأسرة الحادية عشرة و بها أعظم مجموعة
أثرية في العالم، إذ وجد بها آثار تدل على وجود دور الوثائق والسجلات من لفائف
البردي ترجع إلى حوالي 1200ق. م.
وبالرغم من وجود شواهد
أثرية على قيام مكتبات، إلا أن المكتبات ذاتها لم يعد لها أثر؛ فقد عثر على آثار
لمكتبات ترجع إلى العصر الفرعوني في مناطق دندرة ويطلق عليها بالهيروغليفية
(أيونة- إن نترهـ) وتعني رواق المعبودة أو معبدها، وكانت عاصمة الإقليم السادس من
أقاليم الصعيد، وتقع على الضفة الغربية من النيل على بعد 665 كم جنوبي القاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق