قراءة وتبسيط دكتور مجدي
الجاكي
أدوات الكتابة عبر الحضارات القديمة
من الطبيعي أن يستخدم الإنسان أدوات
للكتابة تكون مناسبة للمواد التي يسجل عليها كتاباته، وذلك من حيث صلابة أو ليونة مادة
الكتابة، فالإنسان القديم عندما كان يقوم بالكتابة على الحجر أو الجدران داخل
الكهوف وفي المعابد، فإنه كان يستخدم لذلك أدوات صلبة، يستطع بها إحداث النتوآت أو
الخربشات التي تظهر كتاباته في الصخور وعلى الجدران.
وعندما استخدم بعد ذلك مواد للكتابة
أكثر ليونة كالبردي والرق والورق، فإنه كان يستخدم في كتاباته عليها أقلاماً خاصة
مصنوعة من الخشب أو من العظام أو من العاج. وكان يستخدم مع هذه الأقلام الأحبار
المختلفة. وفي بعض الأحيان ولأغراض فنية كانت الكتابة تتم باستخدام الفرشاة
والأحبار الملونة. كما كانت المسطرة من لوازم الكاتب حيث كانت تستخدم في تسطير
الأسطر داخل الصفحات، وكذا تسطير الأعمدة المختلفة في داخل الكتاب، والتي كانت
بمثابة الصفحات في الكتب المطوية على هيئة اللفافة.
وتذكر
المصادر أنه في الصين القديمة كانوا يستخدمون للكتابة قلما مصنوعاً من البامبو
عندما كان الأمر يتعلق بالكتابة على مادة لينة. وأنهم كانوا يستخدمون قلماً مصنوعاً
من المعدن عندما كان الأمر يتعلق بالكتابة على مواد غير لينة، كما أنهم بعد ذلك
كانوا يكتبون على الحرير وعلى الورق بفرشاة مصنوعة من وبر الجمال. والواقع أن هذه
أدت إلى إلغاء القلم المعدني وقلم البامبو. كما أنه كان لها أثرها الواضح في تغير
شكل حروف الكتابة الصينية؛ فقد أصبحت هذه الحروف أكثر استدارة وأكثر جمالاً من ذي
قبل.
وكان اليونانيون يكتبون على ألواح الشمع
بقلم مصنوع من المعدن يسمى ستيلوس Stylus كما استخدموا أيضاً أقلاماً
مصنوعة من العاج أو العظم.
وكانت هذه الأقلام رقيقة من طرفها
الأول، وعريضة في طرفها الثاني وذلك لكي تستخدم في تسوية ألواح الشمع.
وفي مصر القديمة، استخدم المصريون للكتابة على البردي قلماً من الغاب،
كان يبرى برياً مائلاً، بحيث تسهل الكتابة بها كتابة عريضة أو دقيقة، تبعاً
لاختلاف توجيهها. ومع ذلك وفيما يرويه سفنددال "فقد بدئ منذ القرن الثالث قبل
الميلاد باستعمال قلم مبري بريا مدببا، وكان يسمى بالقلم Calamus. وكان هذا القلم يسمح
بالحصول على كتابة أكثر دقة. وقد صارت هذه الأقلام شائعة الاستعمال منذ ذلك الحين،
وكانت المسطرة من لوازم الكاتب شأنها شأن القلم تماماً. كما استخدم المصريون
أحبارا مصنوعة من الصناج أو من فحم الخشب المخلوط بالماء والصمغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق