قراءة وتبسيط دكتور مجدي
الجاكي
الحضارة الآشورية
يرجع أصل الشعب الآشوري إلى مزيج من
شعوب يغلب عليها العنصر السامي، كانت تقطن شمال بلاد الرافدين. ويرجع تاريخها
الحضاري إلى إمبراطورية قديمة قامت بغربي آسيا حول مدينة آشور Ashur
الواقعة في أعالي نهر دجلة، حيث اتخذت عاصمتها فيما بعد في "كالاه" ثم
"نينوى"، ففي حوالي منتصف الألف
الثالثة ق. م، كان لسكان آشور حضارات مادية لا تكاد تختلف عن حضارة السومريين في
الجنوب، ثم فيما بعد، في عصر "أكاد: "Accad، وفي عصر الأسرة الثالثة في أو ر (حوالي 2000 ق.
م)، كانت آشور تخضع لهؤلاء الأجانب. وقد شهد القرن الثامن عشر ق. م الفترة الأولى
للسيادة الآشورية في عهد شمسي أداد الأول، وقد ظهر الآشوريون في شخصيتهم الكاملة كإحدى الدول المناضلة على السيادة
في منطقة غرب آسيا. وقد صارت إمبراطورية في عهد تجلاب ببلاسر الثالث (745- 727ق. م)،
وبلغت شأوا كبيراً في عهد سارجون الثاني Sargon II (722-507 ق. م)، الجد
الأكبر لآشور بانيبال Ashurbanipal668-
626 ق. م، الذي ارتبطت باسمه أعظم مكتبة في الحضارة الآشورية.
تميزت الحضارة الآشورية بنفس الخصائص الحضارية والملامح الفكرية لحضارات المنطقة (السومرية،
والبابلية)، ونقلت عنهم أسلوبهم في الكتابة وتسجيل المعارف الفكرية لحضارات
المنطقة (السومرية، والبابلية)، ووسائطهم الكتابية، فاستخدموا الكتابة المسمارية،
والألواح الطينية، وأدوات النقش والحفر والكتابة المستخدمة في هاتين الحضارتين.
وكان للآشوريين في عصر مبكر من تاريخهم مجموعة قوانين، كما
كانت لهم بحكم أعمالهم التجارية اتفاقات مدونة. وقد حفظت لنا كتاباتهم المدونة
بالخط المسماري على ألواح الصلصال معلومات عن عالمهم القديم بدقة كبيرة قل ما نجد
ما يماثلها حتى في حضارات العصور الكلاسيكية (اليونان والرومان). فقد كان ملوكها
يهتمون بالأدب ويتعلمونه، وقد بدءوا منذ عصر مبكر في جمع " كتب الفخار
المحروق"، كما جمعوا نماذج حيوانية ونباتية (حقيقيات Realia). وتؤكد المكتشفات الأثرية
لمقتنيات مكتباتهم مقدار الثراء الأدبي المرموق الذي كان لهم، ليس فقط في مجال
المؤلفات الدينية، بل أيضاً في الأساطير والملاحم والكتابات التاريخية، والنصوص
النحوية، والتبويب العلمي بها، بل وفي الصناعة أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق