الجمعة، 8 مايو 2015

قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي
العرب وصناعة الورق
ولقد عرف العرب صناعة الورق عن طريق سمرقند عندما وصلت فتوحاتهم إلى هناك. وبعد أن وقع في الأسر عدد كبير من الصينيين الذين كانت لهم دراية بطريقة صناعة الورق. فاحتفظ العرب الفاتحون بهؤلاء الأسرى واقتادوهم إلى مدينة سمرقند، حيث أسسوا بمساعدة هؤلاء الأسرى أول معمل لصناعة الورق.
    وفي نهاية القرن الثامن الميلادي وبمساعدة الصينيين أيضاً  وصلت صناعة الورق إلى بغداد. وبدأ بالفعل إنتاج الورق هناك حوالي عام 870 م. ومن بغداد انتقل الورق إلى دمشق، وفي دمشق ازدهرت صناعته بدرجة كبيرة، وظلت مدينة دمشق تنفرد ولفترة طويلة بإنتاج أفضل أنواع الورق، وهو الورق المعروف بـ"الورق الدمشقي".
بعد ذلك انتقلت صناعة الورق إلى مصر، حيث بدأ الورق يقضي بالتدريج على استعمال البردي. وبعد ذلك انتقلت هذه الصناعة إلى أقطار المغرب العربي، وعبر المغرب العربي انتقل الورق إلى أوربا، وبالتحديد إلى أسبانيا في عام 1150م، حيث أنشئ أول مصنع للورق هناك في مدينة شاطبة بمقاطعة فلنسيا. ومن أسبانيا انتقلت صناعة الورق إلى إيطاليا، حيث أنشئ مصنع للورق في مدينة فابريانو عام 1276م، وبعد ذلك انتقلت صناعة الورق إلى فرنسا، ثم ألمانيا وانجلترا، وغير ذلك من الأقطار الأوربية، وفي عام 1575م نقل الأسبان صناعة الورق إلى المكسيك في أمريكا الشمالية. كما أنشئ أول مصنع للورق في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1690 بولاية فيلادلفيا. ووصلت صناعة الورق بعد ذلك إلى كندا عام 1803، حيث كان الورق يستخدم هناك لطباعة الجرائد.
حتى أواخر القرن الثامن عشر، كان الورق يصنع من الخرق البالية والقماش وكان إنتاجه على هيئة أفرخ منفصلة، حتى نجح الفرنسي نيكولاس روبرت N. Bobert فى اختراع ماكينة لصنع أفرخ الورق المتصلة. وكان لهذا الاختراع أثره في زيادة إنتاج الورق. يضاف إلى ذلك أنه في أوائل القرن التاسع عشر أدخل الإنجليزي برين دونكن Donkin Bryan تحسينات على ماكينة روبرت، مما أدى إلى زيادة إنتاج الورق بكميات كبيرة.
ولقد شهدت تكنولوجيا صناعة الورق تطوراً كبيراً أيضاً من خلال اختراعات أخرى سواء لمواد خام تستخدم في الصناعة أو لأساليب الصناعة نفسها والآلات الخاصة بها. وهكذا فقد شهد القرن التاسع عشر والقرن العشرون تطورات هائلة في هذه الصناعة سواء من حيث كميات  إنتاج الورق أو  من حيث نوعياته، حتى أن بعض مصانع الورق أمكنها صناعة لفائف من الورق باتساع أكبر من ثلاثين قدماً، وطول أكبر من 2500 قدماً في الدقيقة الواحدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق