قراءة وتبسيط دكتور مجدي
الجاكي
المكتبات في الحضارة الهندية
ويبدو أنه من الصعب معرفة متى عرفت
الحضارة الهندية الكتابة، إلا أن رموز الكتابة "البروتوهندية" التي عثر
عليها في وادي الهندوس، تعود بلا شك إلى الألف الرابعة قبل الميلاد. وكانت تتألف
من 250 رمزا مختلفا، وتكتب على الحجر والخزف وألواح النحاس.
وبالرغم من المحاولات البحثية الجادة
التي قام بها المؤرخون والبحاثة، لم يتمكنوا من حل رموز هذه اللغة، وفك طلاسمها،
مما أدى إلى صعوبة التعرف على الإنتاج الفكري في الحضارة الهندية القديمة. أما
أقدم النصوص التي وصلتنا بالحروف الهندية المعروفة، فترجع إلى القرن الثالث قبل
الميلاد، وهي المراسيم المشهورة التي أمر الملك أشوى (272- 236 ق. م) بنقشها على
الحجر.
وفي ذلك الوقت كان هناك نوعان مستخدمان
من الكتابة، أحدهما يعرف بالخاروشيش والآخر يعرف بالبراهيمي، وقد عرف الهنود
الكتابة باللغة السنسكريتية، ووضعوا لهذه اللغة أصولا نحوية لضبطها، وكتبوا بها
تراثهم الديني القديم، كما استخدموها كلغة للإنتاج الأدبي والشعري، وإن كان هذا قد
تم في عصر متأخر.
استخدم الهنود في البداية مواد
كتابية متنوعة، مثل الحجارة والأخشاب، كما استخدموا لاحقا لحاء شجر النخيل بعد
تجفيفه وحكه بالزيت ليكتسب النعومة والمرونة، كما استخدموا في شمال الهند القشرة
الرقيقة البيضاء لشجرة "التبولا". وكان استخدامهم لمواد كتابية هشة غير
قادرة على الصمود ضد الزمن، الأثر الكبير في ضياع معظم تراثهم الفكري المكتوب.
أثبتت الدراسات المقارنة أن الهند أعطت
البشرية تراثا فكريا غنيا، وكان للرواة أهمية بالغة ودور بارز في حفظ التراث
الهندي، ونقله عبر الأجيال، ولذلك كثيراً
ما توصف الحضارة الهندية بأنها حضارة شفهية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق