قراءة وتبسيط دكتور مجدي
الجاكي
البردي كمادة للكتابة
استخدم المصريون القدماء ورق البردي
كمادة للكتابة، في وقت يعود إلى الأسرة الأولى (حوالي 3100ق. م) بدليل أن أحد حروف
الكتابة الهيروغليفية (أقدم كتابات المصرين القدماء) يمثل شكل لفافة بردية. وإن
كان تاريخ أقدم بردية معروفة يعود إلى عام 2400 بل الميلاد. وكان هذا الورق يصنع
من نبات مائي مما كان ينمو بكثرة في المستنقعات بدلتا النيل. وقد أطلق عليه
اليونانيون القدماء اسم بابيروس Papyros. كان ورق البردي يصنع من
ساق هذا النبات الذي يصل ارتفاعه أحياناً إلى عدة أمتار وذلك بشق الساق إلى شرائح
رقيقة للغاية. وكانت هذه الشرائح توضع بعضها فوق بعض من طبقتين ثم تغمس الطبقتان
بعد ذلك فى ماء النيل في وقت الفيضان، لأنه، وعلى حد قول بليني يحتوى على مادة
لزجة، تساعد على التصاق الشرائح ببعضها
البعض. ثم تطرق الشرائح كلها بمطرقة إلى أن تلتصق. ويرجح سفنددال أن العصارة
الصمغية الكائنة في الشرائح، هي التي كانت تساعد على الالتصاق. أو أن المصريين
القدماء كانوا يستعملون نوعا خاصا من الصمغ، وكانت الأوراق تجفف بعد ذلك في الشمس.
ثم تصقل حتى يصير سطحها لامعا براقا. وجدير بالذكر أن هذه القطع كانت تتسم
بالليونة والمرونة وأنها قد ظلت كذلك لقرون عديدة.
كانت الكتابة على ورق البردي على شكل
أعمدة، وعلى وجه واحد من الورقة، وهو الوجه الذي صفت فيه الشرائح أفقية RectO،
أما الوجه الآخر والذي صفت فيه الشرائح رأسية، الذي كان يعرف بـ ظاهر الورقة Verso،
فإنه نادراً ما كان يستخدم للكتابة.
وكان عرض القطعة من ورق البردي يصل أحياناً
إلى 35سم. أما طول القطعة الواحدة، فكان يبلغ 45 سم . كما أن عدداً من القطع
كان يلصق ببعضه البعض ليكون لفافة Roll. ويذكر المؤرخ الروماني بليني Pliny
أن اللفافة الواحدة من ورق البردي لم تكن لتزيد عن (20) قطعة. ويبد وأنه كان يقصد
بذلك اللفائف التي كانت تعرض للبيع. فقد كانت هناك لفائف من البردي المصري القديم،
يبلغ طول الواحدة منها أكثر من مائة قدم. وخير مثال على ذلك البردية المعروفة:
بردية هاريس Harris، والتي ترجع إلى الأسرة العشرين، فإن طول هذه
البردية يبلغ (133) قدما. وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني بلندن. وأغلب الظن
أن البرديات الطويلة هي التي كانت تستخدم في كتب الموتى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق