الجمعة، 8 مايو 2015

قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي
الرق كمادة للكتابة
    عرفت الجلود كمادة للكتابة منذ أقدم العصور. وظلت تستخدم لهذا الغرض حتى العصور الوسطى. فقد عرفها المصريون القدماء وكانوا يستخدمونها في كتابة وثائق الدولة التي لها أهمية خاصة. ويعود استخدام المصريين للجلود إلى الأسرة الرابعة (2500قبل الميلاد). وإن كان أقدم نموذج للرق المستعمل للكتابة عند المصريين القدماء، يعود إلى الأسرة الثانية عشر (2000- 1800قبل الميلاد). ويقال أن استخدام الرق للكتابة ظل معروفا لدى المصريين بعد ذلك من حين إلى آخر، وحتى أواخر عهد الدولة المصرية.
    عرفت الجلود كمادة للكتابة لدى بني إسرائيل. فقد كانوا يكتبون عليها الأسفار المقدسة، نظرا لأهمية هذه النصوص. بينما كانت النصوص الأخرى غير الدينية، تكتب على مواد أخرى خلاف الرق. مثل قطع الفخار وألواح الشمع والبردي وألواح النحاس. كذلك استخدمت الجلود كمادة للكتابة بواسطة الفرس والآشوريين والبابليين والإغريق.
    على أنه لم يبدأ بتجهيز الجلد تجهيزاً يجعله أصلح للكتابة إلا في القرن الثالث قبل الميلاد. ويرجع الفضل في ذلك إلى مدينة برجامة أو برجاموس، حيث كانت صناعة الجلود وتجهيزها للكتابة تجري هناك على نطاق واسع، لدرجة أن المادة الجلدية التي تم تصنيعها هناك، وهي الرق، واشتق اسمها: Prochemin من اسم هذه المدينة Pergamum.
    وتشير المصادر إلى أن سبب تطور الجلود في برجامة والتوصل إلى الرق كمادة للكتابة، إنما يرجع إلى رغبة ملك برجامة إمينوس الثاني Eumene II في توفير مادة للكتابة بدلاً من ورق البردي الذي امتنعت مصر عن تصديره لأوربا بأمر من حاكم مصر آنذاك بطليموس الخامس، والذي كان يتنافس بشدة مع ملوك برجامة في إنتاج الكتب وإنشاء المكتبات.
وكان الرق يصنع من جلود الضأن والعجول والماعز. وكانت تلك الجلود تنظف أولا. ثم توضع في ماء الجير، حتى تزال ما عليها من المواد الدهنية والشعر. وبعد ذلك تجفف في الشمس. ثم تغطى بمسحوق الطباشير الناعم، وتحك أو تصقل بحجر الطلاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق