الجمعة، 8 مايو 2015

قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي
الطباعة في الصين
ويسرد جرولييه مراحل الطباعة في الصين، ويقسمها إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الخاتم المحفور. ويشير بعض المؤرخين أن تقنية الخاتم  المحفور كانت معروفة في العصر اليوناني القديم، وأنها انتقلت إلى الصين عن طريق فتوحات الإسكندر الأكبر للشرق الأقصى، إلا أن الأختام التي على الصلصال التي عثر عليها "أوريل ستين"، والتي تعود إلى عهد أسرة هان حوالي سنة 306ق. م، تقترب في شكلها اقترابا كبيراً من الأختام السومرية التي ظهرت فيه الكتابة في الحضارة السومرية، وكانت على شكل اسطوانات محفورة تدحرج  على الصلصال اللبن النيئ. وأيا كان أصل الخاتم الصيني المحفور، فقد حل الخاتم على الورق محل الخاتم على الصلصال في الحضارة الصينية ما بين القرنين الثالث والرابع، أي بعد اكتشاف الورق بحوالي قرنين من الزمان، واختراع الصين لحبر الطباعة.
المرحلة الثانية: مرحلة فن الطباعة البارزة بالفرشاة على الورق، وتذكر المصادر التاريخية أن الكتب الخمسة الكلاسيكية التي حرص الصينيون على قدسية نصوصها حفرت بهذه التقنية في عهد أسرة "هان" وكان ذلك بناء على توجيه من الإمبراطور "لنج تي" عام 175م.
المرحلة الثالثة: مرحلة الكليشهات المعدنية، التي طبع عن طريقها في القرنين السادس والسابع صور صغيرة لبوذا على مدرجات من الورق الخفيف أو القماش أو الحرير، ويرجح أن هذه التقنية استخدمت للمرة الأولى في عهد أسرة "تانج" بين السنوات 619 و700م، وأقدم نص عثر عليه مطبوعا بهذه التقنية يتألف من سبع وريقات، وهو لكان- يوان تساباو، ويرجع تاريخه لما بين سنة 713 و742م، وهو محفوظ الآن عند أسرة يانج في دجيانج لنج بمقاطعة هو به.
بجانب تقنية الطباعة، قام الصينيون باستخدام أدوات كتابية متعددة، كالأقلام المدببة الأطراف، والأقلام ذات الأطراف المهدبة على هيئة فرشاة، التي يقال أن مكتشفها زعيم عسكري يدعى تين Tin، ويطلق عليها باللغة الصينية اسم بي BI، وهي عادة مصنوعة من وبر الجمل، كما استخدم الصينيون ريش الطيور  والأقلام المعدنية. وكان استخدام هذه الأدوات يتوقف على نوع المادة الكتابية والوسيط المستخدم، فللعظام كانوا يستخدمون الأقلام الخشبية أو المعدنة المدببة الأطراف، وللحرير كان يستخدمون البوص الطري، والفرشاة الـ (بي)، وللورق كان يستخدم عدة أدوات على حسب نوع الكتابة المطلوبة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق