الأربعاء، 29 أبريل 2015

مواد الكتابة عند العرب

قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي

        في عهد البداوة كانت المواد التي يكتب عليها العرب مشتقة من صميم البيئة الصحراوية التي يعيشون فيها، و كانت أهم تلك المواد هي:
1- الحجارة (اللخاف):
وهي الحجارة البيض الرقائق. وقد استخدمها العرب منذ القدم لأنها تعتبر من المواد المتوفرة بكثرة في البيئة الصحراوية، وقد استمر العرب في الكتابة عليها لفترة زمنية طويلة، ولكن نظراً لصلابتها وصعوبة النقش عليها، وصعوبة نقلها من مكان إلى أخر، لذلك حاول العرب إيجاد مواد أخري للكتابة قد يجدوا فيها ما لم يجدوه في الحجارة.
2- العظام:
        كتب العرب علي عظام الإبل والأغنام والماعز، وخاصة عظام الأكتاف والضلوع العريضة، فكتبوا عليها القرآن والحديث والنصوص الأدبية وذلك بعد ظهور الإسلام.
3- العسب والكرانيف:
        هي أكثر المواد القديمة شيوعاً في الكتابة نظراً لتوافرها في تلك البيئة، والعسب هو جمع عسبة وهي أوراق السعف وجريد النخيل الذي لا يتجاوز طوله أكثر من قدم ونصف، الكرانيف وهو جمع كرنافة وهو السعف الغليظ الملتصق بجذع النخلة.
4- الجلود (الرق- الأديم- القضم)
        انتشر استخدام الجلود كمادة للكتابة لدي العرب، ويقصد بالرق هو ما يرقق من الجلود، أما الأديم فهو الجلد الأحمر وبالنسبة للقضم فهو الجلد الأبيض.
        وقد كانت صناعة دباغة الجلود منتشرة في جنوب الجزيرة العربية وبصفة خاصة في اليمن.
5- المهارق:
        عبارة عن صحف بيضاء من نسيج من القماش أو كما يعرفها أين منظور "بأنها ثوب أبيض من حرير يسقي بالصمغ ثم يصقل ثم يكتب عليه"
وكان هذا النوع غير منتشر بالجزيرة العربية لأنه كان باهظ الثمن لأنه يستورد من الخارج لهذا السبب لم يستخدم بكثرة لكن اقتصر استخدامه علي الأمور الهامة ولي الفئات الغنية الميسورة من العرب.
6- القباطي
        نوع من النسيج يتميز بمجموعة من الخصائص والسمات التي تميزه عن غيره من الأنسجة، وغالباً ما كان يصنع من الكتان.

7- الألواح الخشبية ولحاء الشجر
        استخدم الرومان واليونان قديماً لحاء الشجر والخشب المدهون بطلاء أبيض أو المكسو بالشمع ودونوا عليه نصوصاً قصيرة أو مذكرات موجزة أو رسائل صغيرة. وقد عرفه العرب وكتبوا عليه آيات من القرآن الكريم.
        استمرت المواد التي استخدمها العرب في الكتابة في العهد الجاهلي حتى العهد الإسلامي، فقد استخدمت في عهد الرسول وصحابته. وقد استخدمت في تدوين القرآن الكريم والحديث الشريف.
        وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب نجد أن الكتابة قد أصبحت جزءاً أساسياً من أعمال الدولة العربية فقد فتحت الأمصار وكثرت العهود والمواثيق بين المسلمين وغيرهم مما دخلوا في طاعتهم دون حروب، وزادت المراسلات بين الخليفة والولاة في حالات السلم والحرب علي حد سواء ودونت الدواوين ووجدت السجلات التي تدون فيها الأسماء والأرزاق التي تجري علي المسلمين فتوسعت الدولة ومن اجل كل ما سبق زاد الاهتمام بالكتابة في ذلك العهد.
        وكان طبيعياً أن تعجز هذه المواد –الخاصة بالكتابة- عن سد احتياجات الدولة الجديدة ومن أجل ذلك كان الفتح العربي لمصر فتحاً لتاريخ الكتابة العربية حيث اتيح للعرب التعرف علي مادتين جديدتين للكتابة، وهما أوراق البردي والقباطي.
        البردي عبارة عن نبات كان يوجد في مصر بوفرة وكان يصنع منه هذه الأوراق. أما بالنسبة للقباطي، فكما سبق وأشرنا أنه عبارة عن نسيج أبيض مصنوع من نسيج الكتان.
        وفي حقيقة الأمر بفضل هاتين المادتين اللتين فرضتا نفسيهما علي العرب انتقلت الكتابة العربية إلى مرحلة جديدة من مراحل نموها وتطورها.                   
وأوراق البردي المصرية كان يصنع منها كاغد أبيض يقال له القراطيس وكانت هذه القراطيس أحسن ما كتب فيها من مواد كما روي السيوطى.
والأهم من ذلك أن الحصول علي تلك القراطيس كان يسيراً ومن أجل ذلك لم تلبث الكتابة العربية أن خطت خطواتً واسعة، فأصبحت أكثر الكتابات العربية تكتب علي البردي والقباطي.
        ولقد ظل البردي يتصدر مواد الكتابة، بل ظلت هي المادة الرئيسية للكتابة طوال عصر بني أمية وخلال الفترة الأولي من عهد الدولة العباسية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق