الثلاثاء، 28 أبريل 2015

تاريخ المكتبات فى الحضارة اليونانية والرومانية.
منذ وضع الانسان قدمة على ظهر الأرض الى ان وضعها على سطح القمر والعقل البشرى لا يكف عن التفكير والابداع ولا يعترف بحدود لاماله وطموحه. وعلى طول الطريق الذى قطعته البشريه منذ أقدم عصورها الى الوقت الحاضر كان هناك العديد من الكشوف والاختراعات التى انتقلت بالانسان من حياتة البدائية البسيطه الى حياتة الحضرية الحديثه فى أعقد صورها. ومن بين تلك الاختراعات الهائلة يقف اختراع الكتابة متفردا باعتبارة أهمها وأعظمها على الاطلاق. فيوم بدأ الانسان يسجل أفكارة ومعتقداته حفرا فى الصخور ونقشا على الجدران كان بذلك يضع اللبنه الاولى فى صرح حضارته. ويوما بعد يوم كان البناء يرتفع وكانت كل أمه تبدأمن حيث انتهت سابقتها فتكمل البناء وترتفع به الى أقصى ما تؤهلها له قدراتها وامكاناتها. ولسنا نبالغ اذا قلنا ان الكتابة كانت حجر الاساس فى بناء حضارة الانسان التى شادها خلال رحله الوجود. فكل الجهود والانجازات الحضارية التى سبقت اختراع الكتابة كان محكوما عليها بالفناء لانها كانت عاجزة عن أن تبقى عبر الزمان من عصر الى عصر، وأن تنتقل عبر المكان من وطن الى وطن. وكانت النتيجه الطبيعيه لذلك أن كل المحاولات كانت تبدا من الصفر وتنتهى وهى ما زالت تحفر الأساس تحت سطر الارض.
ويوم اخترعت الكتابة، يومها فقط اتيح للفكر الانسانى أن يتغلب على حدود الزمان وأبعاد المكان،واستطاع الانسان أن يستفيد من جهود سابقيه على طريق الحضارة أن يتلقف منهم الخيط ويمضى به قدما الى الامام. وعلى مدى قرون من الزمان عديده لم يكن أمام الانسانية من وسائل الثقافه والتسلية غير الكتب
وحينما ظهرت الاذاعه والسينما والتلفزيون كأوعية للثقافه والترفية وكمنافس للكلمه المقرؤة لم تفقد الكلمه المكتوبة سحرها وجلالها لأن هذة الأجهزة نفسها تستقى مادتها التى تقدمها لجمهور المشاهدين والسامعين من النصوص المكتوبة. اذا نظرنا على مدى التاريخ كله لم توجد المكتبات فى أمه من الأمم الا كنتيجه لوجود اناس يعرفون الكتابة ومواد يكتب عليها وتراث فكرى يحرص الناس على اقتنائه وتداوله. ففى بلاد اليونان –مثلا- لم تعرف المكتبات الا ابتداء من القرن الخامس قبل الميلاد كأثر من اثار النهضه الفكرية التى قامت على أكتاف بندار وأخيل وسوفوكليس ويوريبيدس وهيرودوت وغيرهم ممن أعطو للفكر اليونانى قيمته الانسانية الخالده،وكنتيجه لوجود المدارس الفلسفيه التى ارتبطت بالثلاثه الكبار. . سقراط وأفلاطون وأرسطو، ولتدفق أوراق البردى المصرى على بلاد اليونان حينها كانت مصر خاضعه لحكم الاسكندر. وفى بلاد الرومان لم توجد الكتب والمكتبات الا عندما بدأت الثقافه اليونانية وكتبها تقتحم على الرومان أبوابها وعندما بدأت لفائف البردى تأخذ طريقها اليهم فى القرن الثانى قبل الميلاد. ولم تكن الأمه العربية بدعا من الأمم، فلم توجد لديها كتب ومكتبات فى العصر الجاهلى لأن الكتابة لم تكن منتشرة بين الناس، ولم تكن أدواتها ميسورة لهم، ولم يكن العرب فى ذلك العصر تراث غير الشعر، والشعر بطبيعته لا يستعصى على الذاكرة. وفى عصر النبى صلى الله علية وسلم والراشدين من بعده لم يكن لدى العرب نصوص مكتوبة غير كتاب الله، فقد روى مسلم فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال. . (لا تكتبوا عنى، ومن كتب عنى غير القران فليمحه، وحدثوا عنى ولا حرج، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
حول الحضارة اليونانيه 
ساهم تدمير الفرس لمدينه ميليت والمدن الأخرى لليونانيين الأيونيين، وتطور أثينا كأكبر قوة سياسيه واقتصاديه للعالم الهلنستى، فى انتقال مركز الحياة الثقافيه من اسيا الصغرى الى أثينا. ففى هذة المدينه أخذ مركز الحياة الثقافيه من اسيا الصغرى الى أثينا. ففى هذة المدينه أخد  يتجمع منذ القرن السادس ق-م وخاصه منذ عصر بيركليه ومن بعده الفنانون والادباء والفلاسفه الكبار من كل انحاء العالم اليونانى ليؤلفو هناك تلك المؤلفات الخالده. وفى ذلك الحين تحولت أثينا الى مركز لثقافه الكتاب، بينما أصبحت الكتابه شائعه بين المواطنيين الى حد أن القرارات المهمه والوثائق الرسميه كانت تنقش على الحجر أو تعتب على ورق البردى أو الرق وتعلق فى الاماكن العامه. ويدل هذا التقليد بطبيعه الى أن عدد أولئك الذين كانو يعرفون القراءة كان كبيرا الى ذلك الحد الذى أصبح فيه ممكنا التواصل بين سلطات الدوله والمواطنين عن طريق الكتابة. وعلى عكس مايتوقع المرء فان انتاج الكتاب فى اثينا لم يكن كبيرا فى عصر أكبر ازدهار ثقافى للمدينه. وهكذا فان انتشار الكتابه والقراءة وتطور الحياة الثقافيه فى اثينا، والى حد مافى بقيه المدن اليونانيه، لم يكن كافيا للانتقال من التواصل من الطريق المشافهه الى التواصل عن طريق الكتابه، وبالتحديد فى تعزيز مكانه الكتاب فى المجتمع كأسلوب لنقل المعارف. فكل ما نعرفه من اخبار الكتاب اليونانيين فى ذلك العصر، وهى ليست كافيهخ أيضا،يدل على أن (الحضارة الحقيقيه للكتاب)فى العالم اليونانى بدأت فقط فى القرن الثالث ق. م أى فى عصر الهيلينيه فحتى ذلك الحين كانت الأعمال الأدبيه وحتى تلك العاميه والفلسفيه تنتقل فى غالب الأحيان من جيل الى جيل عن طريق المشافهه.
والمغنون الشعييون كانو يتناقلون جيلا الى جيل عن طريق المشافهه الأغانى الملحميه والقصص اليثيولوجية والروايات التاريخيه ويتنقلون من مكان الى مكان اخر حيث كانو يفضلون على الغالب الاقامه قرب الحكام كمغنيين للبلاط. وفى ذلك العصر كانت شائعه ملحمتا هومير(الالياذة)و (الأوديسه)،التى كان هؤلاء المغنون ينشدونها بروايات مختلفة حيث كانو كثيرا ما يضيفون اليها الأبيات من عندهم.
وهكذا بقى الامر الى القرن 4ق. م حين أمر حاكم أثينا المستبد بيزسترات بتدوين هاتين الملحمتين. ولم يكن الهدف من هذا الامر –توسيع دائرة القراء لهاتين الملحمتين بل للحفاظ على النص الأصلى لكى ينشد فى الاحتفالات العامه فى أثينا. وبعبارة أخرى فقد بقيت غالبيه الناس تتطلع الى هاتين الملحمتين من طريق السماع وليس عن طريق القراءة. وفى الواقع لقد كان هذا مصير النصوص الشعريه والمسرحيه، بل حتى الكتابات التاريخيه كتواريخ هيرودوت مثلا. وهكذا فنحن نعرف الان أن هيرودوت كان يقرأ كتابه على المستمعين المجتمعين فى الولمب. وبالطبع فان هيرودوت قد كتب  مؤلفه أولا ثم قرأة  لاحقا على المستمعين، وكذلك كان يفعل الكتاب الاخرون فى عصرة اذا أنه كان من الطبيعى جدا أن يجتمع الناس المهتمين لاستماع الى كتاب ماعوضا عن ان يقرأوة فى المكتبات. وحتى أفلاطون نفسه (427-347ق. م)كان يعطى افضليه للسماع أكثر من القراءة، مع أنه كان قد كتب الكثير، وكان على هذة الشاكله أيضا الكثير من كتاب عصرة الذين كانو يتحدثون بازدراء عن اولئك الذين يقرأون كثيرا. وعلى الرغم من كل هذا فان صيرورة الانتقال التدريجى فى المجتمع اليونانى من التواصل بالمشافهه الى التواصل بالقراءة لم تتوقف أبدا. وهكذا فخلال القرن الخامس ق. م وخاصه خلال القرن الرابع ق. م أصبح الكتاب وسيله أساسيه لنقل المعارف
فخليفه هيرودوت فى حقل التاريخ، المؤرخ توكيديد (460-496ق. م)، كتب مؤرخه المعروف حول حرب البيلوبينز لكى يسمع وسيعمد الى هذا التقليد مزيد من الكتاب لاحقا وخاصه كتاب النثر وهكذا سيؤدى التعاظم التدريجى لدور الكاتب فى أثينا فى النص الثانى للقرن الخامس، الى ظهور النساخ المحترفين وباعه الكتب وتأسيس المكتبات الاولى. وفى الواقع لا يمكن الحديث عن نشاط واسع للنساخ فى أثينا، وفى اليونان بشكل عام، الى العصر الهلنستى. وحتى ذلك الحين كان المؤلفون غالبا ينسخون مؤلفاتهم، أو يعهدون بذلك الى عبيدهم، بينما غالبا يلجأ الى التوصيه لنسخ كتاب ما ذلك الذى يريد لاحتفاظ بنسخه منه فى مكتبته الخاصه. وسيتحول هذا التقليد البت سمه لكل العصر القديم، خاصه فى الحالات التى يفتقد فيها سوق الكتب ما يطلبه الزبائن. وهكذا نجد النساخ المحترفين فى أثينا لأول مرة فى عهد بيريكله. وفى ذلك العصر أيضا يرد ذكر بائعى الكتب لأول مرة حيث كانو يملكون دكاكينهم فى أكثر الأماكن جركه فى المدينه، أى فى الأغوار. ومع اننا لا نعرف الكثير عن هؤلاء النساخ واولئك البائعين، الا أن بعض المعطيات التى خلفها لنا كتاب ذلك العصر تسمح لنا باعاده لاتصور تلك الدكاكين المقامه على عجل وتقييم أهميتها بالنسبه لنشر المعارف الادبيه والعلميه. وهكذا فان ارستوفان فى كوميديته (العصافير)التى كتبها سنه 414ق. م يذكر أن أهالى أثينا يخرجون عادة بعد الفطور الى دكاكين الكتب لاطلاع على الكتب الجديدة ومناتقشه ما فيها. وحسب ما يزكرة الكتاب الاخرون فان زبائن هذة الدكاكين كانو من المثقفين وأنه كانت تنشد الأشعار بها أو بالقرب منها للفت انتباه المارة. وعاده كان يأتى الى هذة الامكنه  من يمتلك الرغبه والقدرة على شراء كتاب، ومن يمتلك فى الاحاديث التى كانت تدور هناك. ولدينا هنا نادرة متأخرة سجلها ديوجين تفيد أن زينون الكيتونى (حوالى 350-264ق. م)قد قرر أن يلتفت الى الفلسفه بعد ان شارك احد باعه الكتب فى أثينا فى  قراءة نص لكينوفون
المكتبات الخاصة في روما 
كانت أسهل طريقه عند الرومان لتجميع الكتب هو نهب الكتب من المكتبات فى المدن اليونانية المفتوحة وفى بقية المدن. أما من لم يمكن لهم أنشأ مكتبة في بيوتهم بهذة الطريقة فقد كان بإمكانهم أن يشتروا الكتب إذا توفرت لديهم القدرة، في السوق سواء في روما أو في بقية المراكز الثقافية لذلك العصر كالإسكندرية وأثينا. ومن الذين كانو ا يجمعون الكتب الخطيب المعروف شيشرون وكان صديقة وناشر كتبة بومبون هو الذي يشترى له الكتب في اليونان وكانت تأتى له الكتب في مرات أخرى على سبيل الهدية
المكتبات العامة في روما 
انتشرت المكتبات بشكل واسع في روما، فبعد أن رأى يوليوس قيصر مكتبة الإسكندرية ذهل فقرر أن يبني في روما مكتبة كبيرة عامة على نمطها، وعهد بذلك الى أشهر كاتب روماني في عصره (مارك ت فارون) الذي توفي سنة 27 ق. م، لكن هذه المكتبة لم تنجز بسبب اغتيال قيصر سنة 44 ق. م، لكن بعد عدة سنوات قام بذلك الشاعر والقائد العسكري أذينة بولبون وقد غطى نفقاتها مما غنمه في
حربه مع الإليبريين في دالماتيا. ‏ وقد بني الإمبراطور أغسطس مكتبتين كبيرتين، الأولى سنة 28 ق. م على رابية بالاتينا، والثانية بعدها فوراً في سهل مارس على شرف أخته أوكتافيا.
 وكانتا كغيرهما تضم كل واحدة منهما أقساماً مستقلة للكتب اليونانية والكتب اللاتينية كما كانت تزين المكتبات بتماثيل الشعراء والكتاب والعلماء. وقد استمر الأباطرة الذين خلفوا أغسطس في بناء المكتبات، فقد أقيمت مكتبة عامة كبيرة في المعبد الكبير الذي بني تكريماً لأغسطس وزوجته ليف، وكذلك بنى الإمبراطور تيبر مكتبة تيبر، وبني الإمبراطور فسبازيان مكتبة في معبد السلام الذي بناه بعد انتصاره على اليهود. أما أضخم مكتبة عامة في روما فقد بنيت سنة 113م من قبل الإمبراطور ترايان، ودعيت مكتبة أولبيا وكانت تقع في ساحة ترايان ومازالت آثارها باقية إلى اليوم، وهي عبارة عن بناءين متقابلين في ساحة ثرايات بالقرب من ساحة روقانوم التي كانت من أكثر الأماكن ازدحاماً بالمارة. في ذلك الوقت كانت روما تؤكد مكانتها كأقوى مركز ثقافي في حوض المتوسط، فقد أصبحت المكتبات الضخمة التي أقامها الأباطرة مكاناً يجتمع فيه الشعراء والفلاسفة والعلماء وباعة الكتب، حتى ساحة ترايان التي صممت لتكون مجمعاً للعالم الثقافي المتنوع، لذلك كان فيها بالإضافة إلى المكتبة مدرجان على شكل نصف دائرة للمحاضرات والمناقشات وإلقاء الشعر.
 مكتبات الحمامات
وفي عصر الإمبراطور ترايان أمر بإقامة مكتبة في حمام عام، وكل ذلك محاولات لتوفير الكتاب للقراء في ذلك الوقت إلى ذروتها، وهو بهذا العمل وفر الكتاب للشعب في الأماكن التي يوجدون فيها وبهذا الشكل انتقل الكتاب إلى وسط الناس وإلى قلب الحياة عوضاً عن أن ينتقل الناس إلى مكتبات معزولة ومحجورة للنخبة المثقفة.
 وبهذا الشكل صار الكتاب جزءاً لايتجزأ من الحياة اليومية ووقفاً عاماً بأفضل ما في هذا التعبير من معنى. ‏ وقد تابع الأباطرة الآخرون بناء الحمامات على نمط ما قام به ترايان، لذلك نجد مكتبة في حمام كاراكال في بداية القرن 3 م، ومكتبة حمام ديوكلسيان في بداية القرن 4م، وتعد آخر مكتبة عامة بنيت في روما خلال العصر القديم. وفي الواقع إن إقامة المكتبات في الحمامات هو اختراع روماني، كما أن الحمامات ذات سمة الحضارة الرومانية، فالحمامات في العصر الروماني لم تكن فقط للاغتسال والاستحمام، بل كانت أيضاً مكاناً لاجتماعات التجار، ثم مارست لاحقاً دوراً مهماً في الحياة الثقافية بعد أن أصبحت مكاناً يجتمع فيه الشعراء لإنشاء قصائدهم والفلاسفة والعلماء الذين يستعرضون أفكارهم ويدافعون عنها. وقد لعب دوراً كبيراً المهندس الدمشقي المعروف (أبولودور) الذي صمم حمام ترايان في جعل الحمام متعدد الأدوار في الحياة اليومية للسكان في روما. لذلك فقد أدخل أبولودور في تصميم الحمامات قاعات للمكتبة، قاعة للكتب اليونانية وقاعة للكتب الرومانية، وقاعات أخرى للنشاطات الثقافية التي أصبحت تتم تحت سقف الحمامات بالإضافة إلى النشاطات الصحية والرياضية.
المكتبات في اليونان الكلاسيكية 
إذا استثنينا مكتبة ميليت التي دمرها الفرس نجد أنه لم يكن يوجد في اليونان، ولا في أثينا مكتبة عامة كبيرة حتى زمن أرسطو(384-322 ق-م)، وكان بعض الحكام المتعلمين قد توصلوا إلى جمع بعض الكتب في قصورهم، إلا أن ما نعلمه من هذه المكتبات ضئيل جداً وغير مؤكد مما يشير في حد ذاته إلى أن تلك المكتبات لم تلعب دورا كبيراً في المراكز التي توجد فيها. وقد كانت مكتبة أرسطو أول مكتبة في اليونان تجمع فيها الكتب حسب نظام معين.
 المكتبات في العصر الهلنستي
1- تحتل مكتبة الإسكندرية المعروفة التي أسسها البطالمة في مصر مكانه خاصة بين مكتبات العصر الهلنستى بل في العالم اليوناني والروماني ويعتبر اليوناني ديمتري من فاليرون (حوالى350-285 ق. م)المبادر الروحي والمنظم العملي لهذه المكتبة. وكان بطليموس سوتير الأول (366-283 ق. م) قد اخذ بنصائح ديمتري وأسسا لأجل الأكاديمية في مركز المدينة بالحي اليوناني "
2- مكتبة برغام وكانت هذه المكتبة قد أسسها في نهاية القرن الثالث ق. م أتال سوتير (241-197 ق-م) إلا أنها في عهد وريثة فقط اومين الثاني (197-159ق. م)تحولت إلى مركز للنشاط العلمي و الأدبي وفى الواقع لقد أسست هذه المكتبة على نفس نمط مكتبة الأسكنرية ولكي تنافسها، إلا أن حكام برغام لم يكن لهم من الهيبه كالبطالمة وكذلك أمناء المكتبة لم يكن لهم من الهيبه كما لزملائهم في مكتبة الإسكندرية.
يمكننا القول بان مكتبة الاسكندرية وانشاءها كان اهم حدث على الاطلاق فى تاريخ المكتبات فى الازمنه القديمه  ويعزى تخطيط هذة المكتبة الى بطليموس سوتر اول ملوك اسرة خلفاء الاسكندر الاكبر فى مصر اما تنفيذ الخطه فيرجع الى فيلادلفوس ويبدو ان هؤلاء الملوك قد خصو المكتبه باموال ضخمه اذكانت غايتهم جمع ادب اليونان كله ولم يكن يحول دون غايتهم حائل فقد قيل مثلا  انهم كانو يصادرون ماتحملة السفن من كتب عند رسوها بميناء الاسكندرية وانهم حين استعارو من اثينا اعمال مؤلفى التراجيديا الثلاثه العظام احتفظو بالنص الاصلى واعادو نسخه منه فقط وقد قدر عدد لفائف البردى التى جمعت فى نهاية الامر بعدة مئات من الالاف وهو قدر هائل حتى ان اتضح ان كثيرا منها كان مكررا وان العمل الادبى الواحد يقع فى عدة لفائف وكانت المكتبه مقسمه الى قسمين القسم الاكبر منها فى القصر الملكى فى حى البروكيوم من المدينه  والقسم الاصغر فى معبد سيرابيس وبعد ان تهدم القسم الاكبر من المكتبه اثر غارة قيصر على الاسكندريه عام 47ق. م اصبح السيرابيوم المركز الحقيقى للكتب فى المدينه. وقد حاول المؤرخون جاهدين ان يكشفوا خلال ابحاثهم عن المؤسسات التى  اتخذ منها البطالمه نماذج  لمكتباتهم وفى هذه المحاولة ذهب الباحثون القدماء والمحدثون منهم الى عصر ماقبل الطوفان  ولكننا فى بحثنا سنكتفى باستقراء القرون القليله السابقه على تاسيس مكتبة الاسكندرية. ان الخطوة المنطقيه هى ان نتحرى اولا نموذج اصلى لهذه المكتبة فى مصر القديمه فقد كانت مصر مصدر مادة الكتابة القديمة وهى البردى وكان للمصريين انتاج وافر من الكتابات فى ميادين العلم والادب ولعل الكتابة لم تنتشر فى تلك الايام فى اى مكان انتشارها فى ارض النيل.
وكان يوجد فى مصر نظام ممتاز للمحفوظات والسجلات العامه يقوم عليها امناء كثيرون ولكن لم نسمع شيئا عن وجود مكتبات يمكن ان تقارن بمكتبة الاسكندرية كل ما كان هناك ان هناك بعض المعابد يتصل بها بمكتبات تتصل بالمحفوظات وكانت اساسا للاغراض الدينية والتعليمية .
وتفابلنا مجموعات مشابهة لهذه فى السجلات الادارية وفى البقايا الادبيه فى معابد الحضارة الاشورية والبابلية واهمها فى الحجم والمضمون مكتبة اشور بانيبال التى كشف عن الواحها الطينيه اثناء التنقيب بالقصر الملكى بنينوى حوالى منتصف القرن الماضى وكان اشور بانيبال من ملوك اسرة سارجون اخر اسرة عظيمة من ملوك اشور وكانو اكثر من اسلافه عناية بالنشطة الثقافية وكان هو نفسة على قدر كبير من التعليم حتى انه كان يفتخر بانه يستطيع ان يقرأ النقوش الحجرية التى ترجع الى ماقبل الطوفان ومنذ اعتلائه العرش اخذ فى جمع اداب بابل واشور جمعا منظما وشفع ذلك باصدار اوامر للحصول على النصوص اللازمة وكان يعمل له عدد من النساخ كما كان يصر على ايجادة العمل وكانت لمكتبته هيئة من الموظفين المختصين بهاورتبت بيها الكتب بعناية تبعا لموضوعاتهاوختمت بخاتم يبين موضعها من المجموعه كما كانت لها فهارس تيسر استخدامها وكانت مقتنيات المكتبة من الاعمال الفكرية والوثائق  والرسائل والنصوص الدينيةوالتواريخ وغيرها مما كتب فى فروع المعرفة المختلفة تدل على الغرض الذى جمعت من اجله وهو خدمة الدولة والكهنة وتخليد شهرة مؤسسها وتنمية المعرفة العلميه. ولا شك من وجود شبة بين مكتبتى نينوى والاسكندرية فقد كانت كلتاهما ذات طابع عالمى كما اسسهما الملوك الحاكمونوينبغى ان نلاحظ ايضا ان التنظيم الداخلى للمكتبة الهلينيه يزكرنا بالمكتبة الاشورية.
كما كان هناك تشابه كبير فى معالجة المواد المكتبية فى المكتبتين  برغم اختلاف مادة الكتابة الالواح الطينيه فى نينوى ولفائف البردى فى الاسكندرية الا فيما يبدو لى اننا لانستطيع حتى الان تاييد قيام صلة مباشرة بين الاسكندرية ونينوى فقد كان يفصل بينهما اربعه فصول من الزمان وهى فترة حكم ملوك الميدين الفرس الذين لم يهتمو بالمكتبات فيما نعلم ولا مفر الا ان نترك للمستقبل الكشف عن هذه الصلات التى مازالت غامضة حتى الان.
ويقودنا البحث فى احوال المكتبات فى بلاد اليونان الى نتائج خيرا مما وصلنا اليه والواقع ان كلمة مكتبات فى اللغة الاوروبية تشير الى اليونان كموطنها الاصلى ولم تكن المكتبات معروفه فى اليونان فى العصور القديمه اما ما يقال من ان بيزستوراتس الاثينى وبولكيراتوس اساموسى قد انشأمكتبات فى تلك الايام الاولى فلا يستحق التصديق وليس ثمة شك فى انه كانت هناك تجارة رائجه للكتب فى عهد بركليس ولكن لايبدو ان العادة جرت اذا ذاك بجمع مجموعات المخطوطات بواسطة المجتمع كما لم يكن انشاء المكتبات الخاصه جزءا متمما من البيوت الارستقراطية فى ذلك الوقت. ومع بداية القرن الرابع  قبل الميلاد اصبح من المالوف جدا ان يجمع العلماء والادباء المكتبات الخاصه بهم ومن امثلة ذلك اشارة وردت فى احدى كوميديات ارستوفان تدل على احتمال وجود مكتبة لدى يوريبيدس ومن هنا نستطيع القول بان التقدم الفعلى للمكتبات اليونانيه بدا فى الفترة  التى شملت نشاط المفكرين العملاقين افلاطون وارسطو. ويعود الى الاكاديمية ومدرسة المشائين الفضل فى ايجاد الحركة العلمية لا فى اليونان  وحدها بل فى العالم القديم كلة فقد قام هنا للمرة الاولى تنظيم للعمل المشترك على نطاق واسع بقيادة رجل فرد. وقد نهض افلاطون  بالبحث المنظم فى ميادين العمل والرياضيات والعلوم الطبيعيه
وجاهد ارسطو بقدر الاستطاعه ان يجمع ويضع على اساس سليم الحقائق المتصلة بجميع فروع المعرفة.
كما اصبح ابا لدراسات النقد فى فقه اللغة والتاريخ الادبى ولا شك فى ان عمل افلاطون وارسطو اقتضى وجود مكتبة ضخمة وفيما يتعلق بافلاطون فليس لدينا اى دليل محدد لمثل هذه المكتبه وعلى العكس من ذلك فاننا قد سمعنا ان ارسطو كان يجمع المخطزطات جمعا منظما كما نعلم ايضا التقلبات التى اصابت مكتبته التى خلفها وراءه. هذا وقد فتح الاسكندر الاكبر تلميذ ارسطو افاقا جديدة للتاريخ القديم خلال ما قام به من حملات فاتسع نطاق الثقافه اليونانية حتى غدت حضارة عالمية ووجدت طبقة عالمية من المتعلمين  واصبح العلم والاطلاع من العولمل المهمه فى الثقافة اليونانية ثم اخذت البذور التى غرزها ارسطو تؤتى ثمارها اليانعه مع وجود اختلاف فى الاتجاه العلمى اذا اخذت وحدة المعرفة التى خلفها الاستاذ تتراخى اكثر فاكثر وبدات فروع المعرفة المختلفة فى الاستقلال واقتصرت الابحاث  على موضوعات خاصة  محددة  وحل جمع المعارف الموروثه عن الاجيال السابقه محل الابداع فى كثير من الاحيان اضف الى هذا ان الشكل الخارجى للتعاون الفكرى اتخذ شكلا اخر  فتحولت مدرسة الفلاسفه الحرة الى مؤسسة ملكية وذلك  ان اليونان اتخذت مملكة ديادوكى  شكلا للدولة واعتقد هؤلاء الامراء ان واجبهم تدعيم الثقافة اليونانية ونشرها.
ولقد توفى الاسكندر الاكبر نفسة مبكرا دون ان يتسع له الوقت فينظم الدراسات العلمية على نطاق واسع ويجعل منها برنامجا حكوميا وقد نهض بذلك بطليموس الاول الذى اتخذ من ديمتريوس الفالرمى مستشارا روحيا  وانشا المتحف على النمط الاثينى واستدعى اكبر علماء العصر الى البلاط المصرى وسرعان  ما اصبحت الاسكندرية مركز التعليم الهلينسيتى وكانت المكتبة انشط الوحدات العاملة فى المتحف.
فدرست الاداب اليونانيه دراسة منظمه ووثقت النصوص عن طريق النقد اللغوى والتاريخى وبحثت فى مشاكل اصالة الكتب وصحة نسبتها الى مؤلفيها وحددت اقسام الاعمال الادبية ومداها وفى نفس الوقت كان لمدرسة الاسكندرية اثر تاريخى فى ميدان  فنون الكتب كلها فقد انتجت نسخا مقننه لافراد المؤلفين وللانواع الادبية المختلفة  وكان ينسخ هذة المؤلفات عددا كبير من النساخ ثم تطرح للبيع وهكذا يعود الى المتحف والمكتبة احتكار الاسكندرية لتجارة الكتب وهو الاحتكار الذى استمر حتى ايام القيصر.
ومن اليسير ان ندرك من مما سبق ان ادارة مجموعات الاسكندرية لم يكن الا الى العلماء المبرزين وخاصة انهم كانوا يشغلون  فى نفس الوقت  منزلة مربى القصر تلك المنزلة الرفيعه وكان  اول هؤلاء النحوى العظيم زينو دوتس الافيسوسى وقد بدا ترتيب الكتب وافتتح  نشر الادب اليونانى  بطبعته عن هوميروس.
 ومن بين خلفائه يجب ان نذكر  ايراتسيثين الغقل الجامع الذى وعى العلوم والفنون جميعا وعرف فوق ذلك كله بانه منشا علم التوقيت الزمنى والجغرافيا  الرياضية  ونذكر ايضا ارستوفان البيزنطى الذى كان علم المراجع والمعاجم  اهم ما اسهم  به كما احتل كاليماخوس السيرينى مكانة خاصة فى هذة القائمه  من امناء مكتبة الاسكندرية ومن الباحثين من لايعتبرة اطلاقا عضوا من هيءة موظفى المكتبة على حين يعتبرة البعض الاخر  ذا صلة ما بالمكتبة وتعتمد منزلة كاليماخوس  العلمية على فهارسة اللوحية  وقد اخرجها حوالى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد ولعله استعان بمخطوطات  المكتبة وقد فصل فيها بين الشعراء والناثرين  ثم قسم مؤلفات كلتا الطائفين تبعا لموضوعاتها ورتب المؤلفين  داخل كل قسم ترتيبا هجائيا وقدم لكل كتاب بذكر عنوانه واستهلاله وعدد اسطرة وبقيت هذه الفهارس اللوحية تحتل منزلة رفيعه وكانت اساس جميع الاعمال البيبليجرافيه فى العالم القديم.
اما عن تقسيم مكتبة الاسكندرية من حيث المبانى  فلا نعلم عنه شيئا علم اليقين وذلك يزيد من قيمة ما وصلت اليه الحفائر الالمانية فى برغامة فى نهاية القرن الماضى وكانت المكتبة هناك من انشاء الاتاليين  ويعتبر يومينس الثانى  مؤسسا  لها  فقد اكتشفت بالقرب  من معبد اثينا بولياس  ردهة مكشوفه يحيط بها رواق ذو اعمدة مكون من طابقين  والحقت به اربع قاعات وقد وجد في كبرى هذة القاعات تمثال كبير لاثينا على قاعدته نقوش  عن بعض كبار الكتاب فى اسيا الصغرى ومنها نص منشور عن هوميروس ويتمثل فى هذه المكتبة نمط بناء المكتبة القديمة فالرواق فيها كان يمثل قاعه الدرس والمدخل  تجملة التماثيل والقاعات الباقية تخزن فيها الكتب والمبنى كله ملحق بمعبد.
ولم يصلنا من المعلومات الا النزر اليسير عن المكتبات التى انشاها البطالمه الاخرون من اسرة خلفاء الاسكندر مثل مكتبات سيليوسيد التى يبدو انها كانت هامة وعلى العموم فالمصادر عن هذة الفترة من الضالة بحيث يكاد التطور الذى مرت به المكتبة الهلينستية يكون مجهولا على ان الظواهر كلها تدل على ان مجموعة المخطوطات فى الاسكندرية كانت فى الاصل اداة بحث متاحة لجماعة محدودة من العلماء ولابد ان عدد المنتفعين بالمكتبة قد اطردت زيادته وليس ببعيد ان مكتبة الاكاديمية الاثينية القائمة داخل حدود البطوليميوم اصبحت اقرب الى المكتبة الجامعيه الحديثة وتقدمت الى الامام خطوة هامة حين اضافت الى دائرة العلماء الضيقة دائرة اوسع من عامة المثقفين واتخذت المكتبة لاول مرة طابع المكتبة العامة حقا ولم تعد مجرد مكان للدرس بل اصبحت كما قال فيتروفيوس لمنفعة الجميع ولعلنا لانعدو الحقيقة اذا قلنا ان هذا النمط من المكتبات كان شائعا فى الفترة.
الهلينستية لانه النمط الذى اورثته حضارة شرق البحر المتوسط لغربى المتوسط فى نهاية القرن الاول قبل الميلاد بحيث يصدق قول الشاعر القديم ان اليونان المغلوبه قد قهرت فاتحها البربرى  ويرى الباحثون المحدثون ان  ثقافة الامبراطورية الرومانية ليست الا امتداد وتطورا للثقافة الهلينستية ومنذ اواسط القرن  الثانى قبل الميلاد اخذ القواد الرومانيون ياتون الى بلادهم بالمكتبات اليونانية فيما ياتون به اسلاب وكان ايميلوس باولوس اول من فعل ذلك  ثم حذا حذوة سولا ولوكولوس فى القرن التالى وما كاد القرن الاول قبل الميلاد يقترب من نهايته حتى كان حب الكتب قد انتشرت بين الارستقراطية الرومانية وكان شيشرون يعتز بمجموعته اعتزازا كبيرا ويعتبرها درة بيته وكان صديقة اتيكوس اول الناشرين الرومانيين الكبار حتى لقد وجد فى نفسة الجراة لينافس الاسكندرية فى تجارة الكتب وكان اتيكوس على حظ كبير من التعليم وقد استخدم عددا  من المعاونيين الذين  يلمون الماما تاما بفقة اللغة وكان منهم فارو الذى وضع رسالة  جعل  عنوانها  عن المكتبات  وقد حرص على ان يستاثر  بمعونة فارو حتى يمكنه ان يؤسس مكتبة للدولة عساة ان يجمع بين حكم العالم وبين ادابة كما يقول مومسن ويبدو ان محاولات قيصر من الناحية الثقافية كانت متأثرة بالنماذج الهلينستيه وهناك من الدلائل ما يشير الى انه كان ينوى  نقل مكتبة الاسكندرية الى ضفاف التيبر على ان المكتبة العامة الاولى فى روما لم تنشأالا بعد وفاته وكان انشاؤها فى  اتروم وقد تم ذلك على يد اسنيوس بوليو احد اصدقاء  قيصر الحميمن فكان اول من جعل ثمرات العقول ملكا عاما ونحا اوغسطس هذا المنحى فاسس مجموعتين احداهما فى بالاتين بمعبد ابوللو والاخرى فى العاصمة بلغ عددها ثمانية وعشرين مكتبة. على اننا لا نستطيع  ان نحقق منها الا عددا يسيرا ولكننا  لا نعدو الصواب اذا قلنا ان الاسواق  والحمامات الرومانية الكبيرة لم تخل  من مجموعات الكتب وكانت اهم المكتبات  مكتبه البيا قرب عمود بروتوكوس اوكتافيا وفى بداية القرن الرابع الميلادى وجدت المكتبات العامة فى تراجان  وكانت كغيرها من المكتبات  مقسمة الى قسمين يونانى  ورومانى  كما كانت تعتبر دار محفوظات لوثائق الدولة الهامة وكان على راس هذة المكتبات اول الامر علماء ممتازون  فى مرتبة  امين الاول ثم ميز فيما بعد بين  الموظفين الاداريين وبين المديرين العلماء وكان يعمل تحت امرتهم عدد من الرقيق  ومن العتقاء بلغ حدا من الكبر مما اقتضى ان يكون لهم طبيب خاص. ولقد حاولت مدن ايطاليا ومقاطعاتها ان تحذو حذو روما على ان الاشارات العابرة فيما بقى من المصادر الادبية ونتائج الحفائر التى اجريت فى الاماكن المختلفة لا تكفى لامدادنا حتى بتقدير  تقريبى لعدد من المكتبات العامة فى ارجاء الامبراطورية الشاسعه ولكن يغلب على الحدس ان اغلب المدن الكبيرة بالاقاليم التى كانت تهتم بالنشاط الفكرى كانت بها مكتبات وكان  انشاء المكتبات فى بعض الاحيان  ياتى نتيجة اريحية احد الاباطرة وبهذا اهدى الامبراطور هادريان المحب لليونان مكتبة رائعة لاثينا لا زالت بقاياها تروع الناظرين  حتى الان ولكن انشاء المكتبات فى الاعم الاغلب كان سخاء وهبة من المواطنين وقد كان هؤلاء القوم يقدرون المكتبات حق قدرها ذلك ان حب الكتب كان امرا شائعا فى زمن الامبراطورية الرومانية كما كان من لوازم الامور انذاك الا يخلو القصر الارستقراطى بالمدينة او ايه فيللا كبيرة من مكتبة ومن هنا كانت عبارة سنيكا اللاذعة اصبحت المكتبة اليوم حلية ضرورية يزين بها البيت كما تزود الحمامات بالمياة الباردة والساخنه وقال فى مكان اخر ماقيمة العدد الذى لا يحصى من الكتب والمكتبات.
اذا كان السيد طول حياته لا يكاد يقرأ عناوينها وقد كانت هناك مكتبات خاصة  تحوى 30000 بل و60000لفافه وكان سيد البيت يحتفظ بعدد من الارقاء المتعلمين  لينسخوا له الكتب او كان يحقق طلبته عن طريق تجارة الكتب التى بلغت حدا كبيرا من الرواج فى ذلك العصر وكان المتعلمون يفضلون المؤلفين اليونانيين على غيرهم وحجتنا فى الاستدلال على محتويات المكتبة الرومانية قائمة فى الكشف المشهور عن لفافات الكتب فى الهركولانيوم والتى تعتبر الان من انفس محتويات متحف نابولى.
لقد كان التنظيم الداخلى للمكتبات الرومانية يتبع على العموم المبادىء التى عرفناها من مكتبة برغامة وان كان ذلك بالطبع لا ينفى وجود  اختلافات فردية ومن ذلك ما كشفت عنه الحفائر المتأخرة فى افيسوس فقد وجدت فيها  قاعة كتب ليس لها رواق بل لها واجهة محلاة بالاعمدة ودرج خارجى وكان فيتروفيوس يصر على ان تواجه القاعات المشرق حتى تتمتع بضوء الصبح ولكن تعاليمة لم تكن تتبع دائما وكان يبنى جدار خارجى حول الجدار الداخلى حفظا للفافات البردى من ان تصيبها الرطوبة ولذلك نجد ممرا ضيقا بين الجدارين وفيما عدا ذلك كانت المكتبات تشبة فى عمارتها مبانى العصر الاخرى من حيث الحجز والطراز المعمارى والزخرفة الفنية ويبدو انه كان هناك دائما تمثال لاحد الالهة يقام فى  منعزل  من القاعة الكبرى  وحولة تماثيل نصفية ولوحات بارزة للعلماء والكتاب التى تنطق ارواحهم  الخالدة فى مثل هذة الاماكن. وكان فى المكتبة قدر كبير من الزخرفة ولكنها خالية من التهذيب ابقاء على الاعين وكان يختار لتغطية الارضية نوع من الرخام يميل الى الخضرة وكانت لفافات الكتب وهى تحمل بطاقات بعناوينها توضع فى عيون الحوافظ الخشبية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق