حفظ المخطوطات العربية وصيانتها
يمكن القول إن حفظ وصيانة المخطوطات
والمقتنيات الثقافية والحضارية الأخرى على اختلاف المواد المصنوعة منها لا يعتمد
على إجراءات المعالجة والترميم فحسب، بل يعتمد كذلك على تهيئة الأوضاع المناسبة
لسلامتها والحفاظ عليها، ولذا فإن أية دراسة لصيانة هذه المقتنيات يجب أن تعتمد
على دراسة عامة لخواصها، وتأثير الأوضاع المحيطة بها. ومن المعروف أن أية دراسة أو محاولة لصيانة
المخطوطات والوثائق التاريخية يجب أن تكون مرتكزة في الدرجة الأولى على تحديد واضح
لعوامل التلف السائدة والأوضاع المحيطة بها،وفي هذا المجال لا بد من التطرق إلى
الآتي:
(1)
التدابير والطرق الخاصة لحفظ المخطوطات وصيانتها
للحفاظ
على سلامة المخطوطات وصيانتها لا بد من اتباع الآتي:
1) ضرورة الكشف الدوري المتكامل للمخطوطات وخاصة
لأجزائها الداخلية للتأكد من سلامتها وعدم تعرضها لأضرار وآفات معينة. ويمكن أن يتم ذلك أثناء التنظيف. وهنا
يستحسن نقلها من أماكنها إلى أماكن مكشوفة جيدة التهوية، ومن ثم إجراء التنظيف لها
على ألا يشكل ذلك النقل مخاطر أخرى كالسرقة أو الضياع أو الإهمال. وهذا يعني جدية العمل والمتابعة في الحفاظ
عليها وإعادتها فور تنظيفها إلى أماكنها الخاصة
2) العمل على عزل المخطوطات المصابة بالفطريات
وغيرها من الحشرات والآفات حال اكتشاف ذلك ووضعها بعيداً عن سائر المخطوطات الأخرى
السليمة، وإجراء المعالجة لها، كما أن من الوسائل الهامة لحماية هذه المخطوطات
وصيانتها:
أ
ـ حمايتها من عوامل التلوث الجوي ويتم ذلك عن طريق:
1-
غلق النوافذ والأبواب بشكل متقن وإجراء التنظيم الدوري لمخازن حفظها.
2-
منع التدخين، أو دخول الغازات الضارة للمخازن وغرف وصالات القراءة.
3-
استخدام مرشحات مائية لإمرار الهواء النقي داخل الصالات والتخلص من الغازات الضارة.
4-
وضع المخطوطات في خزائن محكمة الإغلاق لمنع وصول الحشرات والفطريات إليها خاصة في
المناطق الساحلية التي ترتفع فيها نسبة الرطوبة.
ب
ـ التحكم في عوامل البيئة الطبيعية، ويعني ذلك التحكم بدرجة الحرارة ونسبة
الرطوبة، ومقادير الأشعة الضوئية. وقد حدد
حسام الدين عبد الحميد محمود الأجواء المثالية لحفظ محتويات المكتبات والمتاحف
كالآتي:
1-
خلو الجو من المعلقات والأتربة بنسبة (95%) على الأقل.
2-
الإضاءة وضبطها بحيث لا تتعدى (150) لوكس للمعروضات متوسطة الحساسية، و(50) لوكس
للمعروضات الحساسة للضوء مع حجب الأشعة فوق البنفسجية، واستخدام الإضاءة غير
المباشرة قدر الإمكان.
3)
خلو جو المكتبات والمتاحف من التلوث إلى نسبة أقل من (50) ميكرو غرام لكل متر مكعب
باستخدام المرشحات الهوائية المتخصصة عند درجة الحرارة (20 ْم) والرطوبة النسبية
(55 ـ 60%).
ثالثاً:
مقاومة الآفات والحشرات وإبادتها من خلال عملية المراقبة المستمرة والتفتيش الدوري
للتأكد من سلامة المخطوطات، والتعرف على مختلف أنواع الحشرات والآفات التي تتعرض
لها
يضاف
إلى ذلك اتخاذ الاحتياطات والإجراءات السريعة للمحافظة عليها من الدمار والضياع في
حالة الحرائق والفيضانات والزلازل والحروب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق