الأربعاء، 29 أبريل 2015

المجالات الموضوعية للمخطوطات... قراءة وتبسيط دكتور مجدي الجاكي


تم تأليف المخطوطات في شتي مجالات المعرفة البشرية التي برز ونبغ فيها العرب أثناء نهضة الحضارة الإسلامية العربية والتي قامت علي الأخذ من الحضارات السابقة عليها كل ما ينفع الحياة العربية الإسلامية.  
ولكن يلاحظ علي تلك المخطوطات أن حوالي 90% منها موزع بين علوم الدين وعلوم اللغة وعلوم التاريخ، أما بقية النسبة فتوزع علي العلوم العلمية من الطب والهندسة والرياضيات. . .
لذلك ينبغي علي من يقوم بعمل الفهارس في المكتبات وخاصة في قسم المخطوطات أن يكون ملماً بالقدر الكافي بعلوم الدين واللغة والتاريخ.  
الغالبية العظمي من المخطوطات التي عرفها العالم قد تم طباعتها وتحقيقها ولكن أيضاً هناك العديد منها يحتاج إلى من يظهره إلى النور ليتعرف عليه الدارسين والعلماء لكي يستفيد من علمه.  
ورغم أهمية المخطوطات العربية لهذا العصر الذي نحن فيه لأنها بمثابة حجر الأساس للتطور والتقدم العلمي الحالي.  إلا أننا نجد أن معظم هذه المخطوطات أو الغالبية العظمي منها موجودة في مكتبات الدول الغربية الأوربية وإن الذين استفادوا منها هم أبناء تلك الدول وليس نحن أصحابها.  
وقد انتقلت هذه المخطوطات إلى تلك المكتبات علي مراحل ممتدة من هجوم التتار علي بغداد واستيلائهم علي كنوز المعرفة بها، ثم الحملات الصليبية، ثم وقوع الدولة الإسلامية تحت السيطرة العثمانية التي عملت علي نقل كل مظاهر الحضارة العربية إلى اسطنبول، وصولاً إلى الحملة الفرنسية وهجومها علي مصر يليهم الإنجليز.  
كل هذه الهجمات من المستعمر علي الدولة الإسلامية في مرحلة ضعفها ساعدت علي انتقال الجزء الأكبر من المخطوطات العربية إلى خارج الدولة الإسلامية.  
هناك أيضاً سبيل أخر وهو التجار وبعض المستشرقين الذين كانوا يأتون من دول أجنبية إلى الدولة الإسلامية وقيامهم بالاستيلاء علي المخطوطات سواء بالطرق المشروعة أو بالطرق غير المشروعة.  
وأخيراً بعض ضعاف النفوس ممن قاموا ببيع هذه المخطوطات من أجل تحقيق مكسب مالي لا يوازي بالطبع القيمة الحقيقية لمثل تلك الكنوز العلمية.  
بالرغم من ذلك يتوافر الكثير من المخطوطات في مكتباتنا العربية وتحتاج هذه المخطوطات إلى الكثير من العناية والاهتمام من جانب المتخصصين والمسئولين، وقد بدأ هذا الاهتمام من خلال تأسيس معهد المخطوطات، كما يوجد في دار الكتب المصرية قسم خاص بالمخطوطات يقوم علي تنظيمها ودراستها.  
يعتبر القرآن الكريم هو أقدم المخطوطات لدى العرب حيث انه دون وكتب علي المواد التي كانت منتشرة في ذلك الوقت من عسب وكرانيف وأكتاف ومهارق وورق وغير ذلك من مواد الكتابة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق