أحجام أوراق المخطوط العربي
نتيجة لقلة الورق، وارتفاع أثمانه، خاصة خلال
القرنين الأول والثاني للهجرة لم يكن المؤلفون والنساخون يهتمون كثيراً –كما يبدو-
بتساوي أحجام أوراق الكتاب المخطوط الواحد؛ إذ كانوا يفرحون بالورق دون مبالاة
بشكله، أو نوعه أو حجمه؛ ولهذا وجدت بعض المخطوطات القديمة تضم أوراقاً مختلفة
الأحجام إلا أن هذه الظاهرة اختفت إلى حد كبير بعد أن بدأ العرب بتصنيع الورق في
بلادهم، مما ساعد على وفرته، ورخص ثمنه، وانتشار استعماله.
رغم كثرة الورق وتعدد أنواعه، وأحجامه فإن
المؤلفين والنساخين كانوا –كما يبدو- حريصين على توحيد حم أوراق المخطوطات. ولعل ما يؤكد أن الرغبة هذه كانت موجودة لديهم
هو أن أوراق المخطوطات التي ظهرت في القرن الرابع الهجري وما بعده كانت في معظمها
متساوية تقريباً في المخطوط الواحد.
لم تكن للكتب العربية المخطوطة مقاييس، أو أحجام
ثابتة؛ إذ نجد بينها تفاوتاً بيناً في الأحجام والمقاسات، باستثناء مخطوطات القرون
الأولى للهجرة والتي ظهر معظمها كما يقول الحلوجي في حجمين متقاربين، الأول 12×18
سم، والثاني مقاس 18×25 سم تقريباً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق