تطور الأعمال الموسوعية العربية القديمة
لقد كان ظهور الإسلام
بداية لحضارة إسلامية عظيمة في جميع مجالات المعرفة بوجه عام، وفي ميادين الكتابة
والتأليف بوجه خاص. وكان العصر العباسي العصر الذي ازدهرت ونضجت فيه حركة العالم
والثقافة، وبدء فيه تدوين العلوم سواء الإسلامية منها أو المترجمة من والأمم
والحضارات الأخرى وبرغم وجود الاتجاه نحو التخصص العلمي لدى العلماء وطلاب المعرفة
إلا أنه كان هناك في الوقت نفسه اهتمام بالثقافة والأخذ من كل علم بطرف.
وانطلاقا من الحاجة إلى التثقيف العام
ظهرت اكتب الجامعة التي تحفل بكافة العلوم والفنون، حيث كان العرب في ذلك الوقت
يميلون إلى أن يكون موسوعيين في تأليفهم، وكان كل عالم يجتهد في أن يحيط بكل ما
يستطيع الإحاطة به من هذه العلوم الموجودة في عصره، فإذا تصدى عالم مثلا لتفسير
القرآن الكريم فإنه كان يبين المعنى اللغوي للألفاظ ويستعين في ذلك بالأحاديث
النبوية الشريفة، وبالشعر العربي، وأحيانا يستعين بالمواقف والأخبار والتاريخ
والسير.
ولهذا نجد أن تآليفهم الموسوعية التي ظهرت
في تلك الفترة كانت إما تآليف موسوعية تحتوي على جميع المعلومات أو كتب ضخمة
تتناول موضوعاً واحداً من الموضوعات من جميع جوانبه، وأيضاً الموضوعات التي ترتبط
به بصلة ولو كانت بعيده.
يأتي
على رأس هذه التآليف الموسوعية كتابات: ابن عبد ربه الأندلسي، والجاحظ، وابن
قتيبه، والأصفهاني وغيرهم،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق