ترقيم الأوراق أو الصفحات بالمخطوط العربي
يقصد بالترقيم وضع أرقام تسلسلية على صفحات
المخطوط، بهدف تحديد موقع كل ورقة داخله؛ كما هو متبع في المطبوعات.
بالنسبة للكتب العربية المخطوطة التي دونت في
العصور الأولى وحتى نهاية القرن الرابع الهجري لم تكن في معظمها تخضع لأي نوع من
أنواع الترقيم. إلا أن المؤلفين والنساخين
فيما بعد أدركوا أن المخطوط عرضة للانفراط والاضطراب، وبالتالي اختلاط الأوراق،
وصعوبة إعادتها إلى وضعها السليم. لهذا
فكروا في إيجاد حل لهذه المشكلة.
وكان الحل هو كتابة أول كلمة في السطر الأول
في الصفحات اليسرى في الهامش السفلي للصفحات اليمنى فقط من الكتب العربية المخطوطة.
ويسمى هذا بـ "التعقيبة".
يرى
أستاذنا الأستاذ الدكتور عبد الستار الحلوجي أن هذه التعقيبات لم تظهر إلا بعد
القرن الرابع الهجري؛ فهو يقول: "ويبدو أن تلك التعقيبات لم تظهر إلا بعد
القرن الرابع الهجري لأننا لا نجد لها أثراً في أي مخطوط من مخطوطات القرنين
الثالث والرابع التي تحت أيدينا ".
إلا
أن أحمد شوقي بنبين لا يشارك الحلوجي هذا الرأي، بل إنه يتساءل مستغرباً كيف يقبل
عاقل هذا الرأي؟ ويضيف: أيعقل أن ينسخ مخطوط بدون اللجوء إلى وسيلة من الوسائل
لترتيب أوراقه تيسيراً على قارئه أو دارسه؟! والذي دفع أحمد شوقي بنبين إلى هذا
الرأي ما أشار إليه من ان الدراسات الخاصة بهذه الظاهرة تشير أن اللوحات الطينية
المكتشفة في مكتبة آشور بانبال في مدينة نينوي القديمة بالعراق، والتي ترجع إلى
القرن السابع قبل الميلاد فيها ما يثبت استخدام التعقيبة بكتابة آخر سطر في اللوحة
السابقة في اللوحة التي تليها. كما أشار
إلى وجود مخطوطات عربية في دار كتب الظاهرية بدمشق (حالياً مكتبة الأسد) والخزانة
الوطنية الفرنسية بباريس، ومكتبة جستربيتي في أيرلندا كتبت في القرنين الثالث
والرابع الهجريين تشتمل كلها على التعقيبة؛ مما يعني أن العرب عرفوها واستخدموها
في بعض كتبهم وليس كلها قبل القرن الخامس الهجري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق