التمليكات، والإجازات، والسماعات، والمعارضات أوالمقابلات
التمليكات، والإجازات، والسماعات، والمعارضات
ليست سوى وسائل، أو صور توثيق تُذكر في أوائل، أو أواخر صفحات بعض المخطوطات.
بالنسبة للتمليكات فإن العرب قد اعتادوا على
تدوين أسمائهم على الكتب المخطوطة التي يمتلكونها؛ هذا إذا كان المالك شخصاً
معيناً؛ أما إذا كانت ملكية المخطوط تعود لجامع أو مسجد، أو مكتبة ما، فإن اسم
الجامع، أو المسجد، أو المكتبة هو إلى يدون على المخطوط. وقد يدون أيضاً تاريخ التملك ويلاحظ ظهور
التمليكات على الصفحات الأولى أكثر من الصفحات الأخيرة.
أما الإجازات فهي إذن من الشيخ أو العالم يجيز
به من يثق به من تلاميذه، أو من طلبة العلم الآخرين برواية، أو نسخ، أو تدريس كتاب
معين من كتبه التي ألفها. وتشمل الإجازة –عادة-
على معلومات منها: اسم المجيز، واسم المجاز له، واسم الكتاب، ونوع الإجازة
وتاريخها. ولم يكن أحد –في الغالب- يجرؤ
على القيام بتدريس مادة كتاب من الكتب لعالم من العلماء من دون أن يجاز له القيام
بهذا العمل؛ بل لابد من إثبات هذه الإجازة على الكتاب نفسه بخط المجيز وتوقيعه.
أما بالنسبة للسماعات فهي إثبات أن الكتاب
المخطوط قد أُسمع على مؤلفه، أو على عالم فاضل يوثق بعلمه. فقد كان نظام التعليم في الإسلام يقوم على أستاذ،
أو شيخ يشرح كتاباً، أو يملي مؤلفاً؛ والتلاميذ من حوله يدونون ذلك؛ ثم يقوم أحد
التلاميذ بإعادة ما أملاه أستاذه، أو شيخه ليتأكد هو وزملاؤه من صحة ما كتبوه؛
وليؤكد هذه الصحة بتدوين ما يثبت أن فلاناً قد أسمع هذا الكتاب على الشيخ فلان
ليكون ثقة –أي الكتاب- في مادته بعد ذلك. كما جرت أيضاً عادة بعض طلبة العلم أن يقرأوا
الكتاب المخطوط على شيخ عالم بمادة الكتاب المقروء حتى ولو لم يكن مؤلفه، ثم
يثبتوا في آخر الكتاب اسم العالم الذي قُرئ عليه؛ وذلك زيادة في الثقة بصحة وسلامة
محتويات مادة الكتاب المخطوط.
وفيما يتعلق بالمعارضات، فهي المراجعات، أو المقابلات
التي تتم بين نسختين أو أكثر من مخطوط ما؛ وذلك بأن تكون إحدى النسخ أصلية؛ كان
تكون نسخة المؤلف؛ أو أسمعت عليه؛ أو عليها ما يؤكد صحتها؛ فيؤتى بالنسخة، أو النسخ
الأخرى وتراجع على الأصل؛ كأن يقرأ الأصل شخص يوثق به والآخرون يتابعون ما يقرأ في
النسخ الأخرى؛ ثم يدون في آخر النسخة أو النسخ الأخرى ما يفيد بأنها عورضت، أو قوبلت
على الأصل.
السماعات، والمعارضات أو المقابلات تدون في
أكثر الأحيان في نهاية المخطوطات أما الإجازات فإن نهاية المخطوطات تكون –في
الغالب- لا تتسع لها؛ ولهذا كانوا يسجلونها على أوراق منفصلة تضاف إلى آخر المخطوط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق