كتب غريب القرآن
قراءة وتبسيط
دكتور مجدي الجاكي
لم تقتصر الأعمال المرجعية العربية الخاصة
بالقرآن الكريم على كتب التفاسير فحسب، بل سبقتها أعمال مرجعية أخرى، هذه الأعمال
المرجعية اهتمت يجمع ألفاظ القرآن الكريم وتحدد دلالاتها وتوضيح معانيها، تمهيدا
لشرح الآيات وتفسيرها واستنباط الأحكام منها.
هذه الأعمال المرجعية نطلق عليها – نحن
المكتبين – كتب غريب القرآن. وأشهر من تصدى لتأليف كتب غير القرآن هو أبوالقاسم
الحسن بن محمد المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني والذي توفي سنة 502 هجرية والذي وضع كتابة المعروف بـ "المفردات في
غريب القرآن".
وكتاب " المفردات في غريب القرآن
" يعتبر أوفى كتاب في كتاب مفردات القرآن الكريم، لأنه لا يكتفي بجمع ألفاظ
القرآن الكريم وشرح معاني كل لفظه شرحا مجردا، وإنما يقوم بشرح تلك الألفاظ
مستعينا بالآيات القرآنية التي ورد فيها اللفظ نفسه، ويذكر المعاني المختلفة لهذا
اللفظ، مستعينا في ذلك أيضاً بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول
الراغب الأصفهاني في معرض حديثه عن أسباب تأليفه لمفردات غريب القرآن "
إن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم
القرآن العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقق الألفاظ المفردة (أي يعرف معناها)
فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن هام لكونه أساس لإدراك معانيه، وليس ذلك نافعا
في علوم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع، فألفاظ القرآن هي لب
كلام العرب وزبدته وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم،
وإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق