تاريخ الكتابة ومواد
الكتابة وشكل الكتاب
يتناول
هذا الفصل تاريخ الكتابة، وتطور مواد الكتابة وأدواتها، وشكل الكتابة. ومن ثم سيدور
هذا الفصل حول العناصر التالية:
أولاً:
تاريخ الكتابة
ثانياً:
مواد الكتابة
(1)
أنواع مواد الكتابة
(2)
تطور مواد الكتابة
(3)
مواد الكتابة في العصور القديمة
(4)
مواد الكتابة في العصور الوسطى
(5)
مواد الكتابة في العصر الحديث
ثالثاً: أدوات الكتابة
رابعاً: الكتاب
(1)
شكل الكتاب في العصور القديمة
(2)
شكل الكتاب في العصور الوسطى
(3)
شكل الكتاب في العصر الحديث
وفي الأسطر التالية نتناول تفصيل ذلك.
أولاً: تاريخ الكتابة
مع
التطور التاريخي لحياة الإنسان وتداخل المجتمعات مع بعضها البعض وترابطها، وجد الإنسان نفسه غير قادر
على التفاهم مع الغير من المجتمعات الأخرى، ولذلك بذل قصارى جهده في ايجاد الوسيلة
التي يستطيع عن طريقها التواصل والتفاهم مع تلك المجتمعات، ولذلك هداه التفكير إلى
اختراع الكتابة التي من خلالها يستطيع أيضاً حفظ إنتاجه الفكري وتراثه الثقافي
والعلمي من الضياع والاندثار.
وقد
مرت الكتابة بعدة مراحل زمنية قبل أن تبلغ القبول والسهولة في الاستخدام، فقد بدأت
على شكل صور تدل على معاني ومدلولات ملموسة في الحياة اليومية، وقد تم العثور على
بعض النقوش والصور عمرها 3500 سنة في كهوف "لاسكو" في فرنسا و" ألتميرا
" في إسبانيا.
كما تم العثور على الكثير من النقوش والصور
والرموز الدالة على معاني معينة في منطقة الهلال الخصيب وبالتحديد مع الحضارة
السومرية وذلك قبل حوالي 5500 سنة. وقد دلت هذه النقوش والرموز على تطور الكتابة
عندهم حيث عرفت كتابتهم بالمسمارية أو الإسفينية.
وقد
كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي تماما بما رسم فيها. وفي مرحلة
اكثر تقدما تطورت إلى صور رمزية توحي بمعنى معين. وتم العثور على حوالي 2000 صورة
رمزية، ومما لاشك فيه ان هذه الرموز كانت صعبة الفهم لعامة الناس، فسارعوا إلى استعمال
رموز توحي بأصوات معينة، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية إلى الأمام في
تطوير الكتابة.
وفي
مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيون وهم سكان السواحل الشرقية لحوض
البحر المتوسط وذلك حوالي 1100 ق. م، وابتكروا الكتابة الفينيقية مستعينين بذلك
بالكتابة السومرية والمصرية القديمة وطوروها، وبذلك ابتكروا الأبجدية الفينيقية،
والتي هي عبارة عن حروف وكل حرف يمثل صوتاً معيناً، وصارت حروفهم أو رموزهم واضحة
سهلة للكتابة. وهذه الحروف كانت أساساً للكتابة في الشرق والغرب.
وجاء
بعد ذلك الإغريق وطوروا أبجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين وذلك حوالي 403 ق. م
حيث صار لديهم أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت أساسا للأبجدية في الغرب. ثم جاء
الرومان فاخذوا الأبجدية الإغريقية، فابقوا على بعض الأحرف كما هي (حوالي 12 حرفا)
وعدلوا سبعة أحرف، أعادوا استعمال ثلاثة أحرف كان قد بطل استعمالها. وقد سادت
الأبجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد أوربا بعد سيطرة الإمبراطورية الرومانية
على بلاد الغرب. وهذه الأبجدية مازالت تستعمل حتى يومنا هذا بعد إجراء بعض تعديلات
عليها.
أما
الكتابة والأبجدية العربية فقد جاءت متأخرة بعض الوقت عن باقي الأبجديات لعدم
اهتمام العرب بالكتابة في عصر الجاهلية وذلك لان معظم القبائل العربية كانت من
البدو الذي يعتمدون على حفظهم في تداول تراثهم الفكري. لكن بعد نزول القران الكريم
ودخول الإسلام الجزيرة العربية أخذت الكتابة العربية مكانها بين القبائل. ومع
انتشار القران الكريم والدعوة الإسلامية في عموم الأقطار، انتشرت الكتابة العربية
انتشارا واسعا، كما استعملت الكتابة العربية في لغات عديدة غير العربية منها
الفارسية والأفغانية والتركية.
والأبجدية
العربية في الأصل مشتقة عن الكتابة السامية التي اشتقت بدورها عن الأبجدية
الفينيقية التي تألفت أصلا من 22 حرفا هجائيا ووصلت إلى العرب عن طريق الأنباط
الذين سكنوا شمال الجزيرة العربية، وقد تأثر الأنباط بحضارة الآراميين وكتابتهم.
تلك
نظرة سريعة عن الكتابة، وننتقل إلى مواد الكتابة، وشكل الكتاب.
ثانياً: مواد الكتابة
هي المواد التي استخدمها الإنسان لكي يسجل عليها أفكاره
وخواطره عبر العصور المختلفة. وقد اختلفت مواد الكتابة من عصر إلى عصر ومن مكان
إلى مكان. وذلك بحسب ما كان يتاح منها للإنسان.
(1)
أنواع مواد الكتابة
يمكن أن تصنف المواد التي استخدامها الإنسان للكتابة وعلى مر
العصور، إلى الفئات التالية:
أ-
مواد طبيعية:
وهى مواد كان الإنسان يأخذها من البيئة، ويقوم بالكتابة عليها
وهي ما تزال في شكلها الطبيعى. ومن هذه المواد على سبيل المثال: عظام الحيوانات،
سعف النخيل، الأحجار، لحاء الشجر.
ب-
مواد مجهزة:
وهذه عبارة عن مواد أخذها الإنسان من الطبيعة، وقام بمعالجتها
حتى تصبح صالحة للكتابة، ومن هذه المواد على سبيل المثال: الجلود، الألواح الطينية،
الألواح الخشبية، اللخاف (أحجار رقيقة بيضاء).
جـ- مواد مصنعة:
وهذه عبارة عن مواد
قام الإنسان بتصنيعها، مستخدما في ذلك خامات من الطبيعية، واستطاع بذلك أن يقوم
بإنتاج مواد جديدة تصلح لأن يسجل عليها خواطره وأفكاره. ومن هذه المواد على سبيل
المثال: البردى، والرق، والورق.
من الطبيعي وفى ضوء
هذا التصنيف، أن يكون استخدام الإنسان للمواد الطبيعية في الكتابة، أقدم بكثير منه
بالنسبة للمواد المجهزة. وفيما يلي عرض مفصل لأهم المواد التي استخدمها الإنسان في
الكتابة، والشعوب التي كانت تستخدمها. وذلك
في مختلف عصور التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق